بزي الإحرام الأبيض، يمسك عكازه الذي يعتبره سنده في الحياة، ويقرر صعود السُلم المؤدي إلى جبل عرفات في الساعات الأولى من صباح اليوم، يجهز عكازه ويشحذ همته ويبدأ في الصعود، أمام عينيه هدف واحد فقط، هو الوقوف على جبل عرفات، والتضرع إلى الله بالدعوات، في يوم ومشهد، ربما يأتي مرة واحدة في العمر.
يصعد درجات السلم، درجة وراء الأخرى، في مشهد أثار إعجاب عديد من الحجاج، وخطف قلوبهم، كما انتشر وحقق تفاعلًا وانتشارًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يتحدى إعاقته بصعود جبل عرفات
الحاج من سوريا، ويدعى «زياد»، ورغم معاناته من بتر في قدمه اليمنى، إلا أن إصراره على صعود جبل عرفات في هذا اليوم فاق ما يعانيه، بحسب حديثه لقناة «العربية»: «هو موقف من المواقف اللي وقف فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، حبينا نقف مكانه وندعي ربنا إن يرحمنا برحمته ويغفر لنا، ويبسر أعمالنا ويهدينا».
كان صعود جبل عرفات أمرًا منهكًا بالنسبة لزياد السوري، نظرًا لإعاقته الجسدية، فهو بقدم واحدة، لكن عند الصعود، كان كل تركيزه على اللحظة التي سيقف فيها على جبل عرفات، يرفع يديه إلى الله، ويدعوه بكل ما في قلبه: «كان صعب الصعود لأني بقدم واحدة وليس قدمين».
التضرع إلى الله بالدعاء والدموع
ظهر عديد من الحجاج صباح اليوم وهو يتضرعون إلى الله بالدعاءـ والدموع تنهمر من أعينهم أعلى جبل عرفات، في مشاهد مهيبة للحجاج، وظهر عديد أيضًا من الحجاج يجلسون على كرسي متحرك، والبعض الآخر يعاني من إعاقة في قدميه أو حاج كفيف، سافروا من بلاد وبقاع مختلفة إلى مكة لأداء فريضة الحج».