فيلم تسجيلي وثائقي مدته 23 دقيقة يحمل اسم «العمارة»، أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة الـ30 من يونيو، وتجلت عبقرية الفيلم في اختياره للمشاهد الرمزية التي تنطق وتعبر عن الكثير من الأحداث والمشاهد الواقعية التي عاشها الشعب المصري قبل 10 سنوات.
فيلم العمارة دراما اجتماعية سياسية
فيلم «العمارة» تضمن مشاهد تمثيلية في إطار دراما اجتماعية سياسية، تدور أحداثه داخل إحدى العمارات السكنية المليئة بالمشاكل حتى أنّها تخلو من اتحاد الملاك، ليكون ذلك سببًا في خروج أحد السكان المنتمين إلى التيارات المتشددة يعد جيرانه في العمارة بالكثير من الآمال؛ حتى رضخوا ووافقوا على اختياره لرئاسة اتحاد الملاك.
وبعد أن ترّبع هذا الساكن على عرش اتحاد الملاك ظهر وجهه الحقيقي، ما أثار غضب السكان، حتى بدأ في تهديدهم والاستعانة بأقاربه الذين قرروا أن يحيطوا بالعمارة ومنعهم من النزول حتى توحد السكان وطردوهم من العمارة تماما.
تقديم مشاهد الفيلم بهذه الصورة الرمزية، وصفه الناقد الفني أحمد سعدالدين بأنّه عاملًا مهمًا في توصيل الفكرة إلى المشاهدين بطريقة احترافية، خاصة وأنّ الجمهور لا يُفضل الحصول على المعلومة من أي عمل فني بطريقة مباشرة: «المُشاهد مبيحبش المعلومة المباشرة عشان بيحس أنه في درس، لكن بيحب توصله المعلومة في حدوتة».
المشاهد الحقيقية تعطي مصداقية للعمل
أحداث ثورة 30 يونيو التي جرى تقديمها في عدة مشاهد درامية، من شأنها أن تساعد في فهم الجمهور للفكرة بطريقة سلسة وبسيطة، خاصة وأنّ غالبية الشعب المصري كان شاهدًا على هذه الأحداث بحسب «سعد الدين»: «لما يتعمل الموضوع من خلال فيلم وفيه رمزيات، الجمهور ممكن يفهمها ويحبها عشان لما بيتفرج بيفكر فيها وبيقول أنا حضرت اليوم ده وعيشت التفاصيل دي، وده بيجيب نتيجة عند الناس».
وبالنسبة للقطات الحقيقية التي استعان بها الفيلم ضمن المشاهد التمثيلية، من شأنها أن تعطي ثِقلًا ومصداقية للفيلم، وتجعل المُشاهد يسترجع ذكريات 10 سنوات مرت بمجرد رؤيتها، يقول الناقد الفني: «اللقطات الحقيقية بتدي تُقل للموضوع وبترجع المشاهدين لأجواء 10 سنين فاتو لأنّه بالفعل شافها وعاشها وبتدي مصداقية للعمل، وده طبعًا شيء كويس».
ويقول الناقد الفني أحمد سعد الدين، إنّه كان من بين المعتصمين داخل وزارة الثقافة خلال عصر الإخوان المسلمين الذين كانو يخرجون إلى ميدان التحرير يوميًا لإسقاط حكم الإخوان والإطاحة بوزير الثقافة وقتها: «ثورة 30 يونيو تعتبر عودة وطن كان مسروق مننا وكانت لحظة فارقة، واللي دخل الميدان ساعتها كان هيشوف كل الطيف من المجتمع المصري عشان يسترد وطنه تاني».