يقضي «أبانوب» أقاتا طويلة في انتظار الزبائن بمحل بيع أدوات التجميل بالقنطرة بالاسماعيلية، ممسكا بالقلم الجاف المتاح أمامه ودفتر الفواتير ويبدع برسومات للفنانين والمنتجات الموجودة أمامه وحتى بعض الزبائن القادمين للشراء والمارة أمام فترينة المحل: «بشتغل 12 ساعة فمعنديش وقت أرسم فبرسم على الفاتورة عشان مفيش ورق أبيض، وغير مسموح بمكان العمل اصطحاب ورق رسم، في ناس بقت بتيجي المحل عشان تشوف الصور المعلقة على الازاز».
اهتمامات بفك وتركيب الألعاب ومحاولة ابتكار أشياء جديدة
حياة صعبة قضاها أبانوب يوسف 23 عامًا وحاصل على دبلوم تجارة، بطفولته بمحافظة سوهاج في صعيد مصر حرمته من اللعب كالأطفال في سنه، لكنه كان لديه اهتمامات أخرى بفك وتركيب الألعاب ومحاولة ابتكار أشياء جديدة، غير أنه احتفظ بحبه لكرة القدم حتى التحق باللعمل مع والده بعمر صغير في تجارة الأخشاب، ثم التحق للعمل مه خاله بمحل لبيع أدوات التجميل بالاسماعيلية منذ ان كان بالصف الأول الاعدادي، «أبويا مقاول خشب ونجار مسلح وبسافر معاه من ابتدائي».
ويروي «أبانوب» أن واقعة مؤلمة وراء إكتشاف حبه للرسم، فخلال تأديته لامتحان الصف الرابع الابتدائي، وهي المرحلة التي يتم فيها السماح للطلاب بكتابة الاجابات بكراسة خاصة بعيدًا عن ورق الأسئلة، انتظر وقتا طويلا لتسليم الإجابة والخروج من لجنة الامتحان، جعله يسرح بخياله ويرسم لوحة لـ«حمامة» دون أن يدرك داخل ورقة الإجابة، وباليوم الثاني بحثت المدرسة عنه بفناء المدرسة وعنفته وعاقبته بالضرب، لتبقى هذه الواقعة بذاكرته مرتبطة بألم الضرب مغمسة بفرحة اكتشافه لشغفه بالرسم «كنت سرحان ورسمت على ورقة الإجابة كنت اسي إني رسمت ولا في دماغي ولا عارف اني بعرف ارسم من وقتها لولا اني اضربت مكنتش هعرف إني بحب الرسم».
وعن تطويره لموهبته أوضح «أبانوب» أنه حاول تلقي تدريبات غير أنها كانت بمقابل مادي، فلجأ لفيديوهات اليوتيوب بعد ظهور التطبيق وعلم نفسه بنفسه، ليطلق بعدها مبادرة لتعليم الرسم للراغبين بالمجان لجميع الفئات، «كان كل الأدوات اللي معايا قلم رصاص وأستيكة كانت قديمة وبتبوظ الورق، وبعدين القلم الجاف، ودلوقتي معايا أدوات بعشر آلاف جنيه جبتهم على مدار 10 سنين، وبساعد الناس تتعلم رسم من غير فلوس لأني كنت بتمنى الاقي ايلي يعلمني كان هيوفر معايا وقت كتير».
يطمح إلى ابتكار تطبيق لتعليم الرسم مجانًا
وعن أحلامه أكد أبانوب سعيه الدائم إلى البحث عن كل جديد بعيدًأ عن الرسومات التقليدية، ويطمح إلى أن يكون فنانا كبيرا ومشهورا باستخدامه خامات جديدة، وهو ما بدأ ينفذه برسمه بدخان الشموع، كما يطمح إلى ابتكار تطبيق لتعليم الرسم مجانًا، وأنه يرغب بالمشاركة بالمعارض غير أنه يوجهه عدد من الصعوبات منها توفير نفقة الاشتراك بالمعارض.