نتداول يوميًا العملة النقدية، نشتري بجنيهات ندفع إلى المحال والباعة، ونحصل عليها أيضًا، فهي العملة الرسمية لمصر منذ القرن التاسع عشر، يتعامل بها الملايين من الأشخا وبعض الدول، منها السودان وبريطانيا، ولكن، لماذا سُمى الجنيه بهذا الاسم؟، وهل مر بأسماء أخرى إلى أن أصبح الجنيه هو الاسم الرسمي للعملة المصرية؟
طُرح الجنيه المصري للتداول في الأسواق المصرية للمرة الأولى عام 1836، حينها كان الذهب والفضة هما العملة الرسمية المتداولة، وهو العملة الأقدم في المنطقة، وحين صدر كانت قيمته تعادل 20 ألف جنيه في الوقت الحالي، بحسب الدكتور مجدي شاكر، كبير الآثريين بوزارة الآثار.
يعود تسمية الجنيه لدولة غانا
كلمة الجنيه ليست عربية، بل إنجليزية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى دولة إفريقية كانت تأخذ منها بريطانيا الذهب قديمًا، ويرجح أنها غينيا، وفي بعض الروايات غانا، وعملة الجنيه تداولت في بريطانيا منذ أكثر من 400 عام، وينطق «جني»، وسُميت العملة المصرية بجنيه لأن مصر كانت تحت الاحتلال البريطاني وأُخذ اسم عملتها من عملة بريطانيا، وفقًا لما أكده الخبير الأثري، مؤكدًا أنه رأي يمكن أن يكون صوابًا أو خطأ.
الجنيه أبو جملين أحد إصدارات العملة المصرية
وكان الجنيه المصري مساويا للجنيه الاسترليني عند صدوره في الوزن، وبدأ الجنيه في الظهور حين صدر مرسوم خديوي عام 1834 بشأن قانون برلماني لإصدار عملة مصرية مأخوذة من معدنين، الذهب والفضة، ليحل محل العملة الرئيسية المتداولة حينها وهو القرش، ومن أهم إصدارات الجنيه المصري، الجنيه أبو جملين والذي صدر عام 1899 وثاني نسخة منه عام 1914، والجنيه أبو جمل واحد عام 1924، وفقًا للدكتور مجدي شاكر.
سبب نطق المصريون جنيه بشكل خاطئ
وجاء في كتاب «النقود العربية وعلم النميات» للغوي الشهير الأب أنستاس ماري الكرملي البغدادي الذي كان عضوًا في مجمع فؤاد الأول للغة العربية بالقاهرة، أن المصريين ينطقون كلمة جنيه بشكل خاطئ، والسبب في ذلك العراقيون، فالمؤلف أكد أنهم سمعوا عن الجنيه المصري في الصحف المصرية والكتب المطبوعة، ونطقوه «جنيّة»، أي مؤنث جنّي، وذلك بسبب انبهارهم بجمال الذهب المصري والذي شبهوه بأنثى الجن، وذلك في الوقت الذي كانت فيه العملة المصرية معدنية من الذهب، بحسب.