إنقاذ ركاب الغواصات بعد فقدانها أو تحطمها بات ضربًا من الخيال، فى ظل صعوبة عمليات انتشالها والعثور عليها من الأساس، وهو ما يتضح بالرجوع إلى الوقائع السابقة، آخرها التحديات التي واجهها رجال الإنقاذ، خلال عمليات إنقاذ ركاب غواصة «تيتان»، التي تم انتشال حطامها منذ أيام قليلة.
صعوبة إنقاذ الغواصات من أعماق المحيطات
صعوبة بالغة تواجهها فرق إنقاذ الغواصات حول العالم، إذ أن نجاح مهمتها أمر نادر، ويتوقف بصورة كبيرة على موقع الغواصة ومدى عمقها، ففي حالة «تيتان»، كانت أطقم الإنقاذ تبحث عن شيء ضئيل في مكان متسع للغاية، حيث تحطمت بعمق أكثر من ميلين، بحسب ما جاء بصحيفة «يو إس إيه توداي».
ما أعمق محاولة إنقاذ غواصة؟
كشفت الصحيفة الأمريكية، أن أعمق عملية إنقاذ نجحت تحت الماء، كانت لاستعادة غواصة «Pisces III» وأفراد طاقمها بالكامل من عمق 1600 قدم تقريبًا، على الرغم من أن معظم عمليات الإنقاذ الناجحة تحدث فوق 1000 قدم، خاصة مع وجود بعض حوادث الغواصات في المياه الضحلة نسبيًا، ما يجعل إنقاذها غاية في الصعوبة ويعرض طاقمها إلى مخاطر كارثية، وهو ما حدث في عام 1917، حيث غرقت غواصة تابعة للبحرية الملكية في الفيضان خلال مهمة تدريب، بعمق 80 قدمًا تحت الماء، وتمكن رجال الإنقاذ من إنقاذ نصف الطاقم فقط.
إنقاذ «تيتان» كان سيجعلها العملية الأكثر عمقًا
كانت فرق البحث تعرف القليل عن حالة الغواصة تيتان أو طاقمها، بعد أن فقدت الاتصال بسفينتها الأم بعد ساعة من بدء مهمتها، ولو تمكن رجال الإنقاذ من إنقاذ ركابها الخمسة، كانت ستكون أعمق عملية إنقاذ لغواصة، بفارق ثمانية أضعاف عن أعمق غواصة، تم إنقاذها من قبل.
قائد عملية انقاذ «تيتان»: كنا نعتمد على الصوت
قال روبرت كوهن، الملازم البحري المتقاعد بالبحرية الأمريكية، الذي قاد مركبة إنقاذ غواصة تيتان، أنه فى عمق يتجاوز الـ600 قدم يوجد القليل جدًا من الضوء، لذلك يبحث رجال الإنقاذ عن المفقودين باستخدام الصوت، الذي يمكن تشويهه بالضغط والتيارات المائية، إضافة إلى عدة عوامل أخرى.