| هل تنقسم إفريقيا في المستقبل؟.. دراسة جديدة تكشف تأثير صدع خطير بالقارة

حذر علماء في الجغرافيا من صدع ضخم قد يشكل عبر إفريقيا مما يقسم القارة إلى قسمين وبالتالي من الممكن أن يكون سببًا لتشكيل المحيط السادس على كوكب الأرض، لتصبح البلدان الواقعة على طول الساحل الجنوبي الشرقي جزيرة عملاقة، وهو ما سيخلق بحرًا جديدًا يمتد من إثيوبيا إلى الموزمبيق، في دراسة جديدة نشرت بشهر يونيو أدت إلى تحرك لوحين تكنونيين بعيدًا من بعضهما البعض.

الصدع يرجع تاريخ تكونه منذ 22 مليون عامًا الأقل، ولكنه أظهر نشاطًا ملحوظًا على مدار العقود الماضية، وتأكد ذلك منذ ظهور صدع على طول صحاري إثيوبيا عام 2005 وأصبح يتسع بمعدل بوصة كل عام.

الصدع سيصنع بحرا في المستقبل

الدراسة التي نُشرت في شهر يونيو، أظهرت بأن سبب النشاط الذي يشهده الصدع نتيجة طرد هائل لصخور شديدة الحرارة من قلب القارة، مما أدى إلى تحرك لوحين تكنونيين بعيدًا عن بعضهما البعض، ولكن آلية حدوث ذلك لم تفهم حتى الآن، وقد تنبأ العلماء أن كلا من الصومال ونصف إثيوبيا وكينيا وتنزانيا سيشكلون قارة جديدة نتيجة لذلك التمزق.

قال كين ماكدونالد الأستاذ في جامعة كاليفورنيا: «ما لا نعرفه هو ما إذا كان هذا الصدع سيستمر بوتيرته الحالية ليفتح حوض لبحر جديد مثل البحر الأحمر، أم سيتوسع إلى نسخة صغيرة من المحيط الأطلسي، أم أن تلك الوتيرة ستتسارع فيما بعد وبعدها تتوسف، كما فعل المحيط الأطلسي في تاريخ تكونه، ولكن الأكيد أنه قد يتشكل في حجم بحر حقيقي في حوالي 20 إلى 30 مليون سنة».

ظهور صدع في كينيا

ولكن مع ظهور صدع في كينيا عام 2018 بعد هطول الأمطار الغزيرة أن ذاك، أجبر ذلك الناس على مغادرة منازلهم وإغلاق الطرق، وأشار عالم الجيلوجيا ديفيد أديدي لصحيفة ديلي نيشن المحلية «بأنه يعتقد أن الشق كان مليئًا بالرماد البركاني، لكن الأمطار الغزيرة قد جرفت المادة بعيدًا وأظهرت الصدع»، وكان رأي السكان المحليين معاكسًا تمامًا إذا قالوا بأن الأرض كانت تهتز وحدث الشق بشكل مفاجئ وسريع.

وأوضح الباحثون بأن القارة الجديدة تنمو بشكل أكبر وأسرع لأن صفيحتين تكتونيتين تبعتدان عن بعضها البعض، وقد لاحظ علماء في جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا حركتهما منذ 2004، ووجدوا أن شق EARS يتحرك بنسبة بضعة ملليمترات في السنة، ويمتد من خليج عدن في الشمال إلى زيمبابوي في الجنوب، والسمة الجيلوجية الذي اكتسبها ذلك الشق قد تكون تشكلت بسبب الحرارة المتدفقة من الغلاف الموري – الجزء العلوي الأكثر سخونة وضعفًا من وشاح الأرض – بين كينيا وإثيوبيا ، وفقًا للجمعية الجيولوجية في لندن.

تقنية ثلاثية الأبعاد لقياس الشق

استخدم فريق الباحثين لقياس الشق تقنية ثلاثية الأبعاد لمسح المنطقة، ووجدوا أن الصدوع القارية مثل ذلك الصدع تتكون بشكل أساسي عندما تتحرك الصفائح التكتونية بعيدًا عن بعضها البعض، والتي بدورها تسحب القشرة الأرضية وتمددها، وينتج عن هذا تشوهات تتشكل عادة بشكل عمودي على حركة الصفائح، وقالت عالمة الجيوفيزياء د. سارة ستامبس التي قامت بمقارنة أنماط التشوه المختلفة للقارة المتصدعة: «إذا ضربت معجون السيللي بمطرقة ، فإنه يمكن أن يتشقق وينكسر، لكن إذا قمت بفكها ببطء، فإن المعجون السخيف يمتد لذلك على نطاقات زمنية مختلفة، يتصرف الغلاف الصخري للأرض بطرق مختلفة».