| بعد بتر ساقه.. مريض سرطان يحارب آلامه بـ«رسالة وابتسامة»: الحياة حلوة

زار التعب جسده حين كان شابًا لم يزل يبدأ حياته عام 2013، حينها كان عمره 20 عامًا، وتم تشخيصه رسميًا بالسرطان بعدها بـ3 سنوات، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته يختلط فيها الألم بالأمل، صرخات يطلقها ينادي بها على فرصة للتخلص من آلامه، بعد أن سرق المرض ساقه اليسرى، لكنه بحثه لم يتوقف عن فرصة في الحياة تخلو من الألم، إلى أن وجد ضالته، فواجه مرضه بالابتسامة، وأصبح «مُحاربًا للسرطان»، وما يزال يخضع للعلاج.

يبلغ العراقي سمير صافي الحاتمي، من العمر 33 عامًا، وحاصل على بكالوريوس محاسبة، تشخصت إصابته بسرطان الدم «ساركوما» عام 2016، بعد فترة من التعب لم يعرف سببه، وبعد وقت طويل من الآلام التي لا تتوقف بساقه اليسرى، وافق على بترها بعد أن انتشر السرطان بها، يحكي لـ«»: «كنت عامل بناء، وأصبح عندي ألم برجلي وساقي اليسرى لفترة طويلة، انتشر بها السرطان وكنت باخد جرعات كيمياوية لكن بدون نتيجة، فكان لازم يُبتر ساقي، ووافقت».

ضربة على ساقه اليسرى أعادت السرطان إليه

شُفي «سمير» من السرطان بعد بتر ساقه، وأصبح سليمًا، لكن المرض رفض التخلي عنه لفترة طويلة، إذ تعرض لضربة أصابت مكان البتر، فعادت معها الخلايا السرطانية للانتشار مرة أخرى: «كانت كل الفحوصات طبيعية بعد البتر، لكن قضاء الله».

محاربة السرطان بـ«النفسية»

في بداية المرض، كان الخوف يتملك من نفسية وجسد «سمير»، كان يعاني من حالة نفسية سيئة، أثرت على تعافيه ومحاربة السرطان، فوجد في الأمل والتفاؤل وسيلة تشبث بها لمقاومة المرض اللعين، يروي: «الخوف من المرض والنفسية السيئة كانوا بيزودوا آثار السرطان، وأكثر من مرة كنت قريب من الموت، لكن هذا الوضع ما زاد الأمر إلا سوءًا، فقررت أن أكون متفائلًا، الحالة النفسية لها نتائج حتى أكثر من العلاج الكيميائي، فبدأت أعالج المرض بالنفسية، وبدل ما أنا مريض أصبحت محارب، ومجرد أنك تتقبل الوضع اللي أنت فيه، هتنتصر على الظروف الصعبة».

أنشأ «سمير» متجرًا للأحذية والحقائب والملابس، كي يستطيع توفير نفقات علاجه ومصاريف أسرته، وكانت أسرته أبرز الداعمين: «الأهل مش لازم يكونوا ضعفاء، لأني كنت بستمد القوة منهم، الأسرة مرت كتير بأزمات ومصاعب، لكن الواحد لازم يتأقلم على الوضع، هذه سُنة الحياة».

ضمن أفضل 20 شخصية مؤثرة بالعراق

لا يعاني «سمير» من سرطان بالحوض والرئتين فقط، لكن أيضًا التهاب الكبد الفيروسي، ورغم ذلك، ينشر الإلهام في أنحاء العالم للمرضى والأصحاء، مقدمًا الدعم والمساندة والنصائح لهم، وتم تكريمه كواحد من أفضل 20 شخصية مؤثرة في العراق، وحصل على الدرع الذهبي: «حاليًا بدرس وبشتغل وبروح مهرجانات وأشارك بحملات، وبتبرع لمرضى السرطان وبفرحهم وأزرع الأمل داخلهم».

نصيحة محارب السرطان: «الحياة حلوة»

يقدم محارب السرطان نصيحتهـ قائلًا: «الحياة حلوة، وكلنا عندنا أهداف وأحلام، وهذه الأحلام والأهداف إذا أنت ما تبادر وتحققها، ما في حد هيحققها لك، كل حلم ما هيتحقق إلا بالحركة، أنت تحقق أهدافك ما في شيء صعب بالحياة، ربنا بيقول يا عبد اسعى وأنا أعينك».