وقال رئيس الجمعية الفلكية في جدة ماجد أبو زاهرة: «التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس ظاهرياً، قادمة من مدار السرطان متجهة جنوباً إلى خط الاستواء، وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على ارتفاع (90 درجة) تقريباً وقت أذان الظهر في المسجد الحرام، حيث ستكون الشمس عند 12:26:44 ظهراً بالتوقيت المحلي، ويصبح ظل الزوال صفراً ويختفي ظل الكعبة المشرفة».
وأوضح أن سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة يعود إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة ما يؤدي إلى انتقال الشمس «ظاهرياً» بين مداري السرطان شمالاً والجدي جنوباً مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
وأشار إلى أن المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً أو جنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان وتتصف به أماكن من الكرة الأرضية محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
ولفت إلى أن أبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه نحو القبلة، خصوصاً في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية والمناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق.
وأفاد بأنه خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبتة بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد، فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.
يذكر أن تعامد الشمس الأول حدث هذه السنة 2023م، أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي، وستعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام القادم 2024م.