التخلص من الأغاني العالقة في ذهنك
يتعلق الأفراد في كثير من الأحيان ببعض الأغاني، ويظل يرددها طوال اليوم، بشكل تلقائي دون توقف سواء في المنزل أو العمل، في حين لا تجد طريقة للتخلص من هذه الأغنية العالقة في ذهنك، إذ أطلق الخبراء على هذا التعلق والتكرار بالموسيقى مصطلح «دودة الأذن»، بحسب تقرير نشره موقع «wired».
ما هو مصطلح دودة الأذن؟
وبحسب الموقع، فقد أجريت دراسة عام 2020 على طلاب جامعيين أمريكيين، وقد أصيب حوالي 97% منهم بما يعرف بـ«دودة الأذن»، عند تكرار ألحان أغنية الأطفال الشهيرة «بيبي شارك».
وتقول كلير آرثر، الأستاذة المساعدة في معهد جورجيا للتكنولوجيا في مدرسة الموسيقى في أتلانتا: «تعد دودة الأذن ظاهرة عالمية عبر العديد من الأعمار والثقافات المختلفة، ولكن ما يميز دودة الأذن عن أي ذاكرة أخرى تنبثق تلقائيًا في رأسك هو أنها تتكرر وتتكرر في حلقة مباشرة».
الدكتور يونس بدر، أستاذ البيانو بقسم الأداء كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، يقول في حديثه لـ«»، إنّ هذه الظاهرة المعروفة بـ«دودة الأذن» تؤكد المثل الشعبي الذي يقول: «الزنّ على الودان أمرّ من السحر»، فـ التصاق أغنية بعينها في ذهنك وترديدها دون توقف سببه التكرار الذي يلازمك سواء في وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي أو المواصلات العامة أو الأفراح والمناسبات.
التكرار سبب رئيسي في «دودة الأذن»
وأضاف أنّ شهرة المطرب الراحل شعبان عبدالرحيم كانت سببها اعتماده على «تيمة بسيطة» تعلق في ذهن المواطن البسيطة ويظل يكررها حتى تتربع الأغنية على عرش الشارع المصري: «كنت بتركب الميكروباص تلاقي الأغنية شغالة وفي الفرح وفي التلفزيون فـ طبيعي ده يخليها تعلق في دماغك وتفضل تغنيها وتدندن كلماتها طول الوقت، وده كان سبب شهرة شعبان عبدالرحيم بين مطربين جيله وقتها».
واعتبر «بدر» أنّ ملحني الجيل الحالي أصبح لديهم قدر عالِ من الذكاء باعتمادهم على كلمات الأغاني والألحان السهلة التي تستقطب فئة الشباب وبالتالي يساعد ذلك في انتشارها، وشبّه ذلك بالتكرار الذي اعتدناه قديمًا في «الكُتَّاب»: «زي ما كان سيدنا الشيخ زمان بيكرر القرآن على الأطفال في الكُتّاب، فـ تلاقي الطفل بيحفظ صح بسبب التكرار والترديد».
وأضاف أستاذ البيانو بجامعة حلوان أنّ كلمات وألحان الأغاني قديمًا كانت دسمة، وتحتاج من المستمع وقتًا وجهدًا للتدبر والتفكير فيها، بعكس أغاني الجيل الحالي التي تعتمد على السرعة والسهولة: «الناس مبقتش تحب الحاجات اللي تاخد وقت من تفكيرهم، وعايزين الحاجة السهلة اللي تتحفظ بسرعة».
وعن طريقة التخلص من الأغنية العالقة في ذهنك، يقول الدكتور يونس بدري إنّ ذلك يجرى بنظام الإزاحة، بمعنى تكرار الأغنية في رأسك حتى تظهر أغنية أخرى تزيح الأغنية القديمة من ذهنك وهكذا: «لازم المستمع بردو ينتقي الحاجات الحلوة اللي يسمعها وميسمحش لودانه أنها تسمع حاجات تنافي الذوق العام».
الارتباط بالأغنية قد يكون سببه الحتمية النفسية
ومن الناحية النفسية، يؤكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أيضًا على فكرة التكرار التي هي السبب الرئيسي في تعلق بعض الأغاني بالأذهان، ما يُنشئ صلة بين الشخص والأغنية تجعله يرددها دون دراية.
وأضاف «فرويز» لـ«» أنّ هناك سببًا آخر لهذه الظاهرة وهو ما يعرف بـ«الحتمية النفسية»، بمعنى أنّ الشخص عادة ما يتعلق ببعض الأغاني ويرددها كونها ترتبط في ذهنه بمرحلة الطفولة أو تذكيره ببعض الأشخاص في حياته، ويعتبر التخلص من الأغنية العالقة في الذهن قرارًا شخصيًا: «عشان تبطل تسمع الأغنية وترددها ده قرارك الشخصي أنك توقف الأغنية دي فورًا فـ بالتالي هتنساها من دماغك».
كيف تتخلص من اللحن الذي يتكرر في ذهنك
وكان موقع «wired» وضع بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التخلص من اللحن الذي يتكرر في ذهنك تتمثل في الآتي:
– استكمال الأغنية يساعدك على التخلص من الجزء العالق منها في ذهنك، فعندما تعرف جزءًا واحدًا فقط من الأغنية يظل عالقًا في ذهنك، ولكن بمجرد الاستماع إلى الأغنية بأكلمها يتلقى عقلك رسالة بأنّ المهمة اكتملت ولا داعي لتكرارها.
– شتت نفسك من خلال القيام بأي عمل أو تفكير يلهي عقلك عن اللحن المتكرر، ويرى البعض أن «مضغ العلكة» قد يقوم بهذه المهمة.
– تنويع قائمة التشغيل الخاصة بك، من خلال تشغيل عدة أغانِ ذات إيقاع ونغمات متفاوتة يجعل عقلك أقل احتمالية لالتقاط نغمة معينة، وبالتالي يعطل الأنماط العصبية التي تلتصق بتكرار نمط واحد من اللحن.
– التلاعب بكلمات الأغنية، واستبدال مفردات اللحن الأصلي بكلمات أخرى جديدة، ما قد يساعدم في التوقف عن تكرار اللحن ذاته.