القاضي الرحيم «فرانك كابريو»
داخل قاعة المحكمة، يجلس فرانك كابريو على منصته بهيئة القضاة المعتادة، يستمع إلى أقوال المتهمين والدفاع، اشتهر بأسلوبه الطريف في التعامل مع المذنبين دائمًا، وصدره الرحب الذى يتيح له أن يسمع المذنب، ويتجاوب معه مهما أطال حديثه، وطريقته في إصدار الأحكام المخففة التي جعلت البعض يطلق عليه «قاضي الرحمة».
من هو القاضي الأمريكي الرحيم فرانك كابريو؟
القاضي الأمريكي ذاع صيته، وأصبح مصدرًا للإلهام، وآخرون قالوا إنّه من لاحق التفاصيل حتى ذرفت أمامه الدموع والضحكات العالية، يمتلك شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب طريقته في حل النزاعات وفرض الغرامات، خاصة بعد أن يعرف الأسباب الإنسانية التي دفعت البعض لارتكابها.
فـ مثلا في إحدى القضايا، التي كان بطلها فتى عمره 19 عامًا ارتكب مخالفة مرورية، إلا أنّ القاضي الرحيم ألغى القضية، لكونه يعطي راتبه الشهري لوالدته، وفي محاكمة أخرى، يتسامح مع مواطن من أصول سورية، ويعفيه من مخالفة، ثم يعطيه المجال للحديث عن بلده الأم، وفي قضية أخرى التقى بمسن لا يستطيع دفع غرامة قدرها 10 دولارات، فيعفو عنه، ويقدم له مساعدة قدرها 50 دولارًا حصل عليها من متبرع مجهول قدمها عبر بريده الشخصي.
القاضي فرانك كابريو رجل قانون وسياسي أمريكي، يبلغ من العمر 86 عامًا، لكنه مازال يعمل بهمة ونشاط في ولاية رود آيلاند شمال شرقي أمريكا، وهو جندي سابق في فيتنام، حصل على لقب الدولة في المصارعة عام 1953، وحصل على الدكتوراه الفخرية من 3 جامعات أمريكية.
القاضي «كابريو» ينشر فيديوهات المحاكمات ضمن سلسلة حلقات اسمها «Caught in Providence»، ويبثها عبر قناة على يوتيوب يتابعها الملايين حول العالم، ويتم عرضها أيضًا على أكثر من 100 قناة تليفزيونية أمريكية، إذ يقول القاضي إنّ ذلك بهدف الموعظة الحسنة، وإبراز الدوافع الإنسانية التي تدفع بعض البشر إلى كسر القوانين.
مواقف إنسانية للقاضي «فرانك كابريو»
ورغم كونه «القاضي الرحيم»، لا يتردد رجل القانون الثمانيني في معاقبة من يرتكب الجنح والجرائم، ومن يعرض سلامة الناس للخطر، لكنه يسعى دومًا لإبراز التسامح والجوانب الإيجابية، ويعزز أواصر الرحمة بين الأمريكيين.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تعلم القاضي الثمانيني الرحمة من والده الإيطالي المهاجر بائع الحليب، الذي كان هو الآخر يدفع فواتير زبائنه ممن لا يستطيعون السداد، على الرغم من بساطة حاله.
المواقف الإنسانية للقاضي «كابريو»، شملت مهاجر مصري يُدعى «عثمان» يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عام 1994، يعمل كسائق سيارة أجرة منذ عام 2004، وفوجئ بتلقيه أربع مخالفات مرورية، للوقوف أمام منزله، ليقرر القاضي تبرئته من أربع مخالفات مرورية، بعد أن أثنى على اجتهاده في العمل خلال طوال سنوات عمله كسائق في الولايات المتحدة الأمريكية قائلًا: «سأعفيك من دفع المخالفات لأنك رجل مجتهد، أتيت من مصر تحاول كسب عيشك هنا، وتمثل بلدك الأم تمثيلا حسنا وقد أحسنت صنعا هنا في هذه البلد».
كما ظهرت رحمة «كابريو» أيضًا في محاكمة لاجئ سوري في الثّمانين من عمره يُدعى «سيف»، متهم بمخالفة تتعلق بركن سيارة في غير مكانها، بعدما أخبره المذنب أنّه تلقى مخالفة قيمتها 30 دولارًا واستنجد به قائلًا: «أنا بحاجة إلى المساعدة، فأنا من دمشق من سوريا»، فما كان منه إلا إسقاط الدعوى عن الرجل المسن، وإعفائه من دفع المخالفة. وقال له في النهاية: «لقد أحسنت صنعا».
وفي وقت سابق، انتشر مقطع فيديو حصد أكثر من 13 مليون مشاهدة، يُظهر سيدة مذنبة من جراء تراكم مخالفات بقيمة 400 دولار، وانفجرت في البكاء بعدما سردت قصة ابنها الذي قتل، إذ قرر القاضي أن يأخذ قصتها المروعة في عين الاعتبار قائلًا: «لا أحد يريد أن يمر بمثل هكذا تجربة. وذلك قبل أن أسقط كافة المخالفة عنها»، مانحًا إياها فرصة أخرى.