على ناصية شارع 213 بحي المعادي في محافظة القاهرة، يتواجد جسم معدني ضخم أحضر اللون، يتوسطه جملة «تليفون بوليس»، يلتفت إليه المارة باستغراب، فيما يرغب البعض في معرفة تاريخه واستخدامه، بحسب ما ظهر في أكثر من منشور متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ما حكاية جهاز «تليفون بوليس»؟
جهاز«تليفون بوليس»، يعود تاريخه إلى عهد الخديوي إسماعيل، قبل اختراع اللا سلكي، وكان ينتشر في عموم الشوارع والميادين، وهو عبارة عن صندوق مغلق بمفتاح وبداخله تليفون موصل مباشر بتليفون أمين القسم، بحسب ما أوضح الدكتور مجدي شاكر، خبير الآثريين، لافتا خلال حديثه مع «»، إلى أن ذلك الجهاز كان تواصل بين رجال الأمن وأقسام الشرطة ومديريات الأمن في حال الحاجة إلى دعم أمني.
ويأتي ذلك الجهاز ضمن مجموعة أخرى من الأجهزة، التي نقلها الخديوي إسماعيل إلى مصر من باريس الحديثة -آنذاك-، مثل جهاز «بارومتر» الذي يقيس ضغط الغاز في الهواء، والتلغراف، والكبائن المرتبطة بالهواتف، بجانب خزينة الأموال التي تتصل بماسورة تكشف عنها البنوك أسبوعيا، وكبائن المطافئ، بحسب ما أشار إليه الدكتور مجدي شاكر.
حكاية حي المعادي
تعد تلك الأجهزة من بين المظاهر الأوروبية التي تم استحداثها في مصر مع بناء مصر الحديثة، التي سعت إليها أسرة محمد علي بعد معاناة للدولة لمدة 700 عاما تلك الفترة، التي كانت فيها مصر تحت وطأة الدولة العثمانية.
وفيما يتعلق بمدينة المعادي التي يتواجد بها جهاز«تليفون بوليس» تم بناؤها على الطراز الأوروبي، آنذاك، وكانت وجهة للقوات الإنجليزية والخبراء الروس، وقد تم ترقيم شوارعها ومنازلها كما تواجد بعاصمة فرنسا «باريس»، لتصبح فيما بعد أصبحت من أرقى المناطق السكنية في العاصمة المصرية وأكثرها كلفة.
وتدين المعادي بالفضل في نشأتها إلى الخديوي إسماعيل، الذي قرر في نهاية القرن التاسع عشر استثمار منطقة حلوان التي تبعد 25 كيلومترا جنوب القاهرة بإقامة منتجع سياحي استشفائي في المدينة الصغيرة ذات الحدائق الغنّاء وعيون المياه الكبريتية، فضلا عن قربها من مناطق الآثار الفرعونية، مثل سقارة والجيزة مما يجعلها هدفا للبرامج السياحية الغربية.