درجات حرارة مرتفعة
تنبؤات ودراسات مقلقة في الآونة الأخيرة، عن تغير المناخ الذي يؤثر بشكل أساسي بدوره على مستقبل كوكب الأرض، وتعد دراسة حول مستقبل المحيط المتجمد الشمالي هي الأحدث، إذ تنبأت بخلوه من الجليد في صيف 2030، وذلك حتى لو قلل العالم الانبعاثات، واعتبرها العلماء مقلقة للغاية.
ويذكر أنها لم تكن المرة الأولى التي يصدر فيها تنبؤات عن مستقبل المحيط الشمالي المتجمد، فالدراسات تاريخ علمي كبير، لكن ثلاثينيات القرن الحالي، أقرب مما كان يعتقد بعض العلماء، إذ ربما يختلف علماء المناخ على النظرية، لكن المؤكد الذي يجب أن يتفقوا عليه، هو اختفاء الجليد البحري في الجزء العلوي من العالم، رمزًا على انهيار المناخ، وعواقبًا أخرى مدمرة، وفقا لما ذكره موقع «studyfinds».
ويُطلق على الجليد الذي يبقى في نهاية الصيف «الجليد متعدد السنوات» وهو أكثر سمكًا من غيره، ويعمل كحاجز أمام انتقال كل من الرطوبة والحرارة بين المحيط والغلاف الجوي، لكن على مدى السنوات الأربعين الماضية، تقلص هذا النوع من الجليد بمعدل يتراوح بين 7 ملايين كيلومتر مربع إلى 4 ملايين كيلومتر مربع، وهو ما يمثل واحدة من أكثر العلامات الصارخة، والأكثر دراماتيكية للتغير الأساسي في نظام المناخ في أي مكان في العالم.
ويسعى العلماء لمعرفة متى يصبح المحيط الشمالي المتجمد خاليًا من الجليد لأول مرة في الصيف، ويطلقوا على هذه الظاهرة اسم «حدث المحيط الأزرق»، ومن المتوقع من وجهة نظر الدراسة، أن يبقى الجليد الأقدم والأكثر كثافة على طول أجزاء من كندا وشمال جرينلاند لفترة طويلة، بعد أن يصبح باقي المحيط المتجمد الشمالي خاليًا من الجليد، ولا يمكن للعلماء معرفة متى سيحدث ذلك، لكن من الأكيد أنه سيحدث في المستقبل القريب في المياه المفتوحة في القطب الشمالي لأول مرة منذ آلاف السنين.
صعوبة الوصول لموعد الذوبان الجليدي بدقة
تتمثل إحدى مشكلات التنبؤ بموعد حدوث تلك الظاهرة في صعوبة نمذجة الجليد البحري بشكل محاكي للحقيقة، لأنه يتأثر بكل من دوران الغلاف الجوي والمحيطات، وهذا يعني أن النماذج المناخية الافتراضية، تحتاج إلى الحصول على كل هذه المكونات بشكل صحيح، لتكون قادرة على التنبؤ بدقة بالتغيرات في مدى تأثر الجليد البحري.
بالعودة إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وجد أن النماذج المناخية الافتراضية بدائية للغاية، وتقلل بشكل عام من التنبؤ بمدى فقدان الجليد البحري، عند مقارنة النتائج ببيانات الأقمار الصناعية، التي تظهر ما حدث بالفعل، حيث توقعت النماذج خسارة الجليد بنسبة 2.5% كل عقد، بينما كانت الملاحظات أقرب إلى 8%.
ولكن كان أداء الجيل التالي من النماذج المناخية أفضل، ولا يزال غير مطابق للملاحظات التي كانت تشير في ذلك الوقت، إلى حدوث ظاهرة «حدث المحيط الأزرق» بحلول منتصف القرن، في الوقت ذاته، توصل أحدث تقرير عن علوم المناخ للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الذي نُشر في عام 2021، إلى استنتاج مماثل حول توقيت خلو المحيط المتجمد الشمالي من الجليد.
خلو القطب الشمالي من الجليد في 2030 وعواقبه
اتخذ العلماء الذين أجروا الدراسة مؤخرًا، أسلوبًا مختلفا، من خلال مقارنة النماذج المناخية الافتراضية مع الملاحظات العلمية، ثم استخدام هذا في معرفة مدى تراجع الجليد البحري، وهو ما اعتبروه منطقيًا للغاية، لأنه يقلل من تأثير الأخطاء الصغيرة التي تحدث في النماذج الافتراضية، التي يمكن أن تؤدي بدورها إلى أخطاء في التاريخ المتوقع لذوبان المحيط الشمالي المتجمد، وبالفعل نجحت طريقتهم حتى الآن، وجاءت نتائج الدراسة بالتنبؤ بخلو القطب الشمالي من الجليد بشكل كبير في صيف 2030 مبكرًا، ويمكن القول بأنه قد يكونًا تاريخًا غير مؤكدًا، بسبب التقلبات الكثيرة الطبيعية التي تحدث في النظام المناخي.
ويمثل الجليد البحري في القطب الشمالي، عنصرا مهما في نظام المناخ على كوكب الأرض، لأنه يقلل بشكل كبير من كمية ضوء الشمس التي يمتصها المحيط، فمن المتوقع أن يؤدي ذوبانه إلى زيادة تسريع الاحترار، من خلال عملية تُعرف باسم ردود الفعل الإيجابية، وبدوره سيجعل الصفيحة الجليدية في جرينلاند تذوب بشكل أسرع، ومن ثم ارتفاع مستوى سطح البحر.
وقد يعني فقدان الجليد البحري في الصيف أيضًا، تغييرات في دوران الغلاف الجوي ومسارات العواصف، وتحولات أساسية في النشاط البيولوجي للمحيطات، وهي أضرارًا تفوق بكثير للغاية فوائد الظاهرة.