| «غادة» تغلبت على حزنها وتركت طب الأسنان لتؤسس صالونا ثقافيا: «بعمل اللي بحبه»

حياة روتينية سعيدة قضت بها «غادة» الكثير من عمرها كطبيبة أسنان وزوجة وأم، حتى هاجمها الحزن بسبب مرض والدتها، فتركت عملها وتفرغت لرعايتها، لتجد الكثير من الوقت للعودة للقراءة بجدية، خاصة وأنها الشيء الذي يسعدها ويفصلها عن الواقع المؤلم الذي تعيش تفاصيله بمرض والدتها، وبعد وفاة والدتها تمكنت غادة من مقاومة الحزن بتأسيس صالون ثقافي تدعو إليه كبار الكتاب بمصر لإقامة ندوات بعد أن تركت عملها بالطب، «والدتي اتوفت وشعرت بفراغ كبير ولقيت إني لما بقضي وقت أطول في هوايتي بكون أحسن حالًا».

تشجيع والدها

شغف كبير بالقراءة اشتركت به «غادة» مع أخيها نتيجة التشجيع الكبير الذي أعطاه لهما والدهما، الذي حرص وعلى مدار مراحلهما التعليمية المختلفة بإمدادهما بسليل من الكتب المناسبة لأعمارهم، «بابا بيشجعنا من طفولتنا وقرأت لكبار الكتاب مثل أنيس منصور ومصطفى محمود»، وفقًا لما ذكرته غادة لبيب محمود في حديثها لـ «».

صفحة لعرض آرائها بالكتب وزيارات لمعرض الكتاب 

ظلت الهواية حتى من الانشغال بالدراسة والزواج والأمومة، غير أن عودة قوية لها كان بالتزامن مع مرض والدتها، حين وجدت متسعا من الوقت ومتنفسا بعيدًا عن محنتها، وبتشجيع من أصدقائها أسست بداية الأمر صفحة عامة ترصد فيها آراءها عما تقرأه وعن الكتاب والكتب الجديدة واتسع الأمر لصداقات مع الكتاب «بروح دايما معرض الكتاب أصور مع كتاب هناك ومعظمهم عارفني عشان بكتب عنهم من زمان».

كبار الكتاب في مصر ضيوف الصالون الثقافي 

ضحى عاصي، عضو البرلمان، والكاتب والمؤرخ مدحت عبدالرازق والدكتورة ريم بسيوني والكاتب عمر طاهر والكاتبة نسرين فهمي، صاحبة رواية تروي واقعة حقيقية عن بطولة للجيش المصري بسيناء عام 2015، إضافة للعديد من الكتاب الحاصلين على جوائز الدولة، أبرز ضيوف الصالون الثقافي الذي أسسته «غادة» لاستضافة الكتاب شهريًا وسط تفاعل كبير، ويتم استقبال أسئلة الجمهور من الحضور ومن خلال «اللايف»، «الناس مبسوطين جدًا إنهم شايفين الكاتب اللي بيحبوه والبعض بتشجعهم الندوات على البداية للقراءة،  والحضور من غير شروط لأي حد وبيجي ناس من كل حتة».

 

إقبال من كل الفئات على الندوات الثقافية

وعن أحلامها تقول «غادة» إنها لا تطمح في تحقيق أحلام كبيرة، كونها تكتفي بأنها تقوم بالشيء الذي تحبه «بعمل الحاجة اللي بحبها بمزاج ببسط بيها اللي حواليا وبيشاركوني نفس اهتمامي»، وكشفت أنها فوجئت خلال الندوات بإقبال من كل الأعمار، فهناك العديد من الشباب الصغير، ومن كبار السن أكبر من الـ 65 عامًا، إذ أنها كانت تعتقد أن القراءة دائمًا ما تجذب الأوساط المتوسطة من الشباب، كما أن أغلب المتفاعلين من النساء وهو أمر جيد كونهن مربيات الأجيال القادمة.