تجدد المعاناة
«الوطن» قامت بجولة ميدانية لعدد من قرى عتود والشقيق الأكثر تضررًا من الغبرة، والتقت بعدد من الأهالي الذين يشتكون من الآثار السلبية بموسم الغبرة.
وقال أهالي قرية قاع ماضي لـ«الوطن» إنه وكالمعتاد ومع بداية انطلاق موسم الغبرة من كل عام تتجدد المعاناة بحيث تغطي الرمال الزاحفة جدران منازلنا والطرق والمساجد، وهذا بسبب زحف الرمال مع هبوب رياح الغبرة التي لم نجد لها حلولًا دائمة، ناهيك عن المشاكل الصحية التي تسببها للمرضى فمنازلنا داهمتها الأتربة من غرفة وإلى أخرى وغيرها من الأمور التي أرهقتنا، مشيرين إلى أن مشاكل هبوب رياح الغبرة الموسمية التي يتعايشون معها ليست وليدة اللحظة فنحن في حالة تعايش دائم معها وكبار السن يتذكرونها منذ طفولتهم قبل عشرات الأعوام.
حلول دائمة
إلى ذلك، اشتكى عدد من أهالي قرى ساحل عتود والشقيق من ظاهرة زحف الرمال المتحركة والكثبان الرملية، مبينين أن الغبرة تسبب لهم المشاكل السنوية التي أقلقتهم ومداهمتها لمنازلهم وطرقاتهم، خصوصًا في هذه الأيام من كل عام مع هبوب رياح الغبرة وما تخلفها من آثار سلبية على صحة الإنسان وكذلك الانقطاعات المتكررة للكهرباء وقت هبوب الغبرة التي تستمر دائمًا من الشهرين وإلى ثلاثة أشهر حسب منازلها المعروفة، مطالبين بالحلول الدائمة.
فوح وسموم
وأوضح الباحث الفلكي والزراعي الدكتور عايل الأمير لـ«الوطن»، أن موسم الغبرة في منطقة جازان بانتهاء الأســبوع الأول وبداية الأسبوع الثاني من شهر يونية يكون بداية نهاية فصل الصيف موسم الشب وبداية دخول فصل الخريف، مناخيًا بينما فلكيًا نهاية فصل الصيف 18 يونية – 28 برج الجوزاء، ودخول فصل الخريف 19 يونية – 29 برج الجوزاء، والفترة ما بين بداية دخول فصل الخريف مناخيًا وفلكيًا تتميز بتقلبات في درجات الحرارة والسحب الركامية الماطرة والرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار وبداية الرياح الموسمية الغبرة التي يسبقها فوح وسموم كأنه لهب النار.
وأضاف: “غالبًا تهب الغبرة مع بداية دخول فصل الخريف 19 يونية – 29 برج الجوزاء 1 نوء النثرة من كل عام، وقد يكون هبوبها متقدمًا أو متأخرًا بضعة أيام حسب مستجدات الظواهر الطبيعية ومنها مواسم تكون فيها الغبرة قوية وكثافة مثل هذه الأيام التي تشهدها المنطقة حاليًا مما يؤدي إلى انعدام كلي للرؤية الأفقية، ويستمر هبوبها لفترة أطول وهي رياح شمالية غربية موسمية جافة حارة تأتي من شرق السودان فتثير الأرض بغبار قوي يحجب الرؤية ويستمر إلى غروب الشمس أو ساعات متأخرة من الليل، ومن آثارها السلبية تسفي التراب وتغير معالم الأرض وخاصة الخبوت”.
استنفار بلدي
إلى ذلك، استنفرت بلديتا الدرب والشقيق لإزالة الرمال الزاحفة والمتراكمة في الشوارع وعلى منازل القرى بمركزي عتود والشقيق. وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام ببلدية الشقيق محمد زيلعي أن البلدية أعدت خطة وتدابير لإزالة الرمال الزاحفة والمتجمعة لتسهيل الحركة المرورية وفتح الطرقات، مشيرًا إلى إزالة الأتربة من الطرق الرئيسة والفرعية يكاد يكون شبه يومي من قبل عمال وآليات البلدية باستمرار.