أوائل الثانوية دفعة 2020
دفعة استثنائية، شهدت عدة تغييرات وإجراءات لم تشهدها من قبل، وأطلق عليها البعض لقب «دفعة كورونا» أو «الدفعة التاريخية»، إذ تزامن حصولهم على الشهادة الثانوية مع جائحة فيروس كورونا المستجد بشكل مفاجئ في مارس 2020 لتتبدل الأحوال، وتتغير الخريطة المعدة مسبقًا منهم ومن وزارة التربية والتعليم التي اتخذت إجرءات فريدة من نوعها من أجل حماية الطلبة.
ومع العد التنازلي للإعلان عن نتيجة الثانوية العامة 2023، ازداد الحديث عن مصير أوائل الثانوية العامة خلال السنوات السابقة وخاصة «دفعة كورونا 2020»، فعلى الرغم من الظروف الاستثنائية والصعبة التي مرّ بها الطلاب، إلا أنّه اعتلى العديد منهم قائمة الأوائل، ولكن ظلت خطواتهم التالية مجهولة للكثيرين.
«الامتياز» حليف أوائل شعبة علمي علوم
أحمد السيد برعي، والذي تربع على عرش الأوائل بمجموع 100% يروي لـ«» الخطوات التي تبعت إعلان نتيجة الثانوية حينها، إذ التحق الطالب بكلية الطب جامعة بني سويف، انتهى لتوه من دراسة عامه الثالث بالكلية ويستعد حاليًا للعام الرابع، حاصلًا على تقدير امتياز خلال الـ3 سنوات وحاجزًا مقعده في قائمة الأوائل على الدفعة.
دراسة الجامعة كانت مختلفة كليًا وغير متوقعة مقارنة بدراسة الثانوية بحسب «برعي»، الذي أكد أنّه واجه بعض الصعوبات في بداية التحاقه بالكلية خاصة مع دراسة المواد التي تميل أغلبها إلى اللغة الإنجليزية وليست العربية كما اعتاد في الثانوية العامة، يقول «أحمد»: «أنا نفسي أتخصص في جراحة القلب والأوعية الدموية، ولكن لو جالي تعيين في الجامعة مش هرفضه».
ووجّه «أحمد» نصيحته لطلاب الثانوية العامة 2023 قائلًا: «الله يكون في عونكم، أنا عارف أنّ الثانوية عندنا في مصر تحديد مصير، ولكن كل واحد لازم يحط في دماغه إنّ النتيجة دي ربنا كتبها من زمان، وأنت عملت اللي عليك وما عليك إلا الدعاء ولازم تستقبل أي نتيجة بصدر رحب، لأني بعد ما شوفت الجامعة ولقيت أنّ التفوق في الجامعة يفوق التفوق في الثانوية عرفت أن مفيش حاجة اسمها كليات قمة».
أما الطالبة تسنيم محمد، الحاصلة على مجموع 100% في الثانوية العامة عام 2020، التحقت أيضًا بكلية الطب البشري جامعة أسيوط، وتحكي لـ«» أنّها تحصل على تقدير امتياز كل عام: «أنا معايا 3 من أوائل دفعتي في نفس الكلية، بعد النتيجة كان متاح قدامنا طب القصر العيني ومنح دراسية كتير لكننا فضلنا الدراسة في أسيوط لأنها كلية معتمدة وقولنا بلاش الغُربة».
وتحلم «تسنيم» بالالتحاق بتخصص الأطفال أو العيون أو الجلدية، إلا أنّه ستنتظر ما يقرره نتيجة التنسيق في النهاية، ووجّهت بعض النصائح لطلاب الثانوية العامة الذين ينتظرون إعلان النتيجة قائلة: «أهم حاجة الدعاء وتوكلوا على الله، واعرفوا أنكم عملتوا اللي عليكم وتفائلوا خير لأنّ أمر ربنا كله خير، ويفضل أنّك تحط خطة بديلة عشان لو ربنا موفقكش في اللي أنت عايزه».
رمضان نصحي الحاصل على نفس مجموع «أحمد» و«تسنيم» لحقهم أيضًا بنفس الكلية ولكن في جامعة القاهرة، إلا أنّه لم يستقر حتى الآن على التخصص الذي يريد الالتحاق به، ففي البداية كان يرغب في تخصص جراحة المخ والأعصاب، ولكن بعد دراسة التخصصات الأخرى ورؤيتها من منظور آخر يرغب حاليًا في تخصص العظام، ويقول للطلاب الذين ينتظرون النتيجة: «أهم حاجة ميقلقوش وأكيد ربنا مش هيضيع تعبهم والنتيجة دي مش نهاية العالم، لأنّ أي كلية هيدخلها لو اجتهد فيها هيبقى أحسن بكتير عشان مفيش حاجة اسمها كليات قمة وكليات قاع».
«ريموندا» لم تلتحق بكليات القمة
ومن أوائل الشعبة الأدبية، كانت الطالبة ريموندا أيمن التي حصلت على مجموع 408% بترتيب الثاني مكرر، إذ قررت «ريموندا» التخلي عن الالتحاق بكلية القمة، وقبول منحة للدراسة بكلية تكنولوجيا إدارة الأعمال بالجامعة الألمانية، التي حصلت فيها على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف على مدار 3 سنوات بالإضافة إلى الترتيب ضمن أوائل الدفعة، تقول لـ«»: «من خلال الكلية قدرت أسافر شهر للتدريب في ألمانيا في سنة 3 ونزلت تدريب في البنك المركزي هناك، والسنة دي نزلت تدريب في واحد من البنوك الرائدة».
وترى «ريموندا» أنّ الدراسة الجامعية أفضل كثيرًا من المرحلة الثانوية، وأن نتيجة الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، فـ هي مرحلة انقضت وبعدها تأتي مراحل أفضل بالنسبة للطالب تساعد في تكوين شخصيته: «استنوا النتيجة ولكن اعتبروها مرحلة وخلصت، أنا كان قدامي كلية قمة ومختارتهاش، وبعد التخرج ناوية أعمل ماستر وأكمل دراسة بشكل أكاديمي وأتعين في الجامعة».