مشاركة الفرح والحزن جزء أصيل من ثقافة الشعب المصري على مر العصور، الذي يتسم بالود دائما، إلا أن هناك ظواهر انتشرت بالأونة الأخيرة ضربت بالعادات والتقاليد عرض الحائط، ومنها حرص البعض على إخفاء نتيجتهم بالثانوية العامة أو إخبار الآخرين بنتائج مغلوطة.
أخطاء التفكير وراء إخفاء النتيجة خوفًا من الإصابة بالضرر
أوضح الدكتور أحمد هارون مستشار الصحة النفسية والعلاج النفسي، أن هناك سببين لإخفاء البعض نتيجته بالثانوية العامة وهما: أخطاء التفكير والتفكير المتطرف، مشيرًا إلى أن أخطاء التفكير تعني تقليل الشخص من حجم الإنجاز خوفًا من وقوع ضرر عليه، فالبعض يخشى مشاركة الآخرين سعادته بنتيجة الثانوية العامة خوفًا من الحسد فنجد شخص يخفي حصول ابنه على مجموع مرتفع، ثم يلتحق هذا الابن بكلية من كليات القمة.
وتابع «هارون» في حديثه لـ«»، أن أخطاء التفكير هي التي تجعل البعض يخشى الفرحة البالغة، كأن يستعيذ بالله بعد نوبة من الضحك، وهو أمر منتشر بين العامة، ولا يشارك الآخرين أخباره السارة، خوفًا من وقوع مكروه.
التفكير المتطرف وراء إخفاء النتيجة خشية المظهر الاجتماعي
وعلى النقيض يوجد التفكير المتطرف، وهو إخفاء الأمر خشية تأثيره على المظهر الاجتماعي، فبعض الأسر تخبر الآخرين بنتائج مغلوطة، كأن يكون الطالب حاصل على 60%، وتعلن أنه حصل على 90%، أو يكون الطالب راسبا، وتؤكد أنه سافر للدراسة بالخارج، خوفًا على صورتها وشكلها الاجتماعي، وفقًا لمستشار الصحة النفسية والعلاج النفسي.
مشاركة تفاصيل الحياة قديمًا
أشار «هارون» إلى أن الناس قديمًا قبل ظهور العمارات والأبراج كانت تسمى المنازل بـ«البيوت»، وكانت تتكون من 4 أو 5 أدوار، وكان السكان يحرصون على عدم غلق الأبواب وترك الباب مواربًا، حتى يتمكن الجيران من الاطمئنان عليهم حال أصابهم مكروه، كما كان هناك ما يعرف باسم «البسطة» التي يجتمع بها السكان مساءً يشاركون بعضهم تفاصيل حياتهم خلال تناولهم الحلوى التي يصنعوها بأيديهم.