زعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلية يتمتع بـ”الكفاءة الكاملة للتعامل مع كافة التحديات على جميع الجبهات”، وذلك في أعقاب جلسة لتقييم الأوضاع عقدها بمشاركة وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في مقر القيادة الوسطى في الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك فيما أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) أن نتنياهو دعا المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) للاجتماع، الأسبوع المقبل، وذلك لبحث التوترات مع “حزب الله” اللبناني في المنطقة الحدودية جنوبي لبنان، والتطورات في هذا الشأن وسط تحذيرات أمنية من “تآكل الردع الإسرائيلي”.
وادعى نتنياهو أنه “ليس الجيش الإسرائيلي وحده القوي والمستقر، فالاقتصاد قوي أيضًا، والمجتمع الإسرائيلي والديمقراطية سيخرجان أقوى”، وأضاف “أريد أن أبلغكم أنني أعمل على مدار الساعة مع الآخرين على الحل”. وتطرق لعملية إطلاق النار في “معالي أدوميم”، وقال “حتى الآن، كل من قتل إسرائيليين – دفع الثمن”.
وأضاف أن “ذلك نتيجة مزيج من الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي والكثير والكثير من القدرات والالتزام”؛ فيما أشارت “كان 11” إلى أن اجتماع الكابينيت المقرر يوم الأحد المقبل، سيركز على “القطاع الشمالي وقضايا أخرى”، وذكرت أنه “ليس من الواضح ما إذا كانت الحكومة ستناقش مسألة جاهزية الجيش الإسرائيلي في ظل التشريعات القضائية”.
في المقابل، أفادت القناة الرسمية الإسرائيلية بأن عددا من الوزراء طالبوا بإدراج مسألة كفاءة الجيش الإسرائيلية وجاهزيته على جدول أعمال الكابينيت. فيما أوضحت القناة أن الوزراء الأعضاء في الكابينيت الإسرائيلي مطلعين على صورة وضع جاهزية الجيش في ظل موجة الرفض الواسعة للامتثال لأوامر الاستدعاء العسكرية احتجاجا على الخطة القضائية.
وقال نتنياهو إنه اطلع على “الأدوات الحديثة” التي تستخدمها قوات الاحتلال “للتعامل مع الإرهاب” في الضفة المحتلة، وسرعان ما تحول للحديث عن الوضع الاقتصادي وأعلن عن استثمارات ضخمة في قطاع الهايتك الإسرائيلي لشركة “أمازون” (26 مليار شيكل – على حد زعمه) و”إنتل” (26 مليار دولار) بالإضافة إلى استثمارات ل “إنفيديا”.
من جانبه، قال غالانت إن “يجوز النقاش وحتى الجدل والاختلالف، لكن لا يمكن إدخال هذه الانقسامات إلى إطار الجيش، والإضرار بالمهام العسكرية. كما فعلت طوال حياتي، سأكون مستعدًا لتعريض الجنود للخطر فقط عندما يكون الهدف مناسبًا، وهذه هي الطريقة التي سأعمل بها كوزير للأمن، لن تكون هناك تنازلات في هذا الشأن”.
وجاءت تصريحات غالانت، خلال زيارة ميدانية أجراها في مقل كتيبة احتياط تابعة للواء المشاة “عتصيوني” تحدث خلالها مع قادة ومقاتلي الكتيبة ودعا جنود الاحتياط إلى “إبعاد الخلافات عن المهمات والأنشطة العملياتية”، وقال: “أنا أثق بكم وأقدر لكم ككتيبة وكمقاتلين وكممثلين عن نظام الاحتياط بأكمله. كل واحد منكم له دور حاسم، هذه مهمة معقدة. مثلما يحتاج الجيش إلى جميع مقاتليه، فأنا بحاجة إلى كل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية”.
وأضاف أن “النصر يتطلب إعدادا مسبقا، الرسالة الواضحة التي أنقلها إلى جميع أفراد الاحتياط من خلالكم: لا يمكن للنظام الأمني أن يقوم بمهامه بدون أفراد الاحتياط. نحن بحاجة للجميع، هذه الطريقة ناجحة بالفعل والدليل على ذلك هو دولة إسرائيل. علينا الحفاظ عليها”.
من جهتهم، رد قادة الاحتجاجات المناهضة لحكومة نتنياهو وخطتها القضائية من عناصر الاحتياط على تصريحات نتنياهو بالقول: “عاد رئيس الحكومة للكذب من جديد وهذه المرة باللغة العبرية”، وذلك في إشارة إلى التصريحات التي صدرت عن نتنياهو خلال اليومين الماضيين لوسائل إعلام أجنبية حول خطته القضائية وتداعياتها الاقتصادية والأمنية.
وأضافوا أن “نتنياهو مع غالانت وغفني وبن غفير والآخرين فككوا جيش الشعب وحولوه إلى خراب فيما قادة الجيش يحذرون. نحن مستعدون في أي لحظة لإطلاع لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست بصورة الوضع الحقيقي الذي يصر نتنياهو على إخفاءه”.