انتهاك الطفولة.. فيديوهات ينشرها الكبار للشهرة والتربح

انتشرت ظاهرة استغلال الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي بذكائهم أو جمالهم أو أقوالهم وتعليقاتهم، بهدف زيادة عدد المتابعين وحصد الإعجابات (اللايكات) واستثمار الحساب الشخصي في تحقيق عوائد مالية.

ويظهر الآباء أو الأمهات أو الإخوة مع صغار على مختلف التطبيقات وأبرزها «تيك توك وتويتر وسناب شات» الذين يصورونهم بصورة فكاهية أو جاذبة فيحولونهم إلى أشخاص أكبر من سنهم أحيانا أو يثيرون بهم الفكاهة ويجذبون الفضول لدى المتابعين، ما يعني انتهاك خصوصيتهم وطفولتهم لحصد الشهرة.

تلقين الأطفال

انتشرت مقاطع فيديو مؤخرا لأطفال ينتقدون الفتيات وملابسهم بألفاظ غير لائقة، ويتعمدون نشر فيديوهات لصغار وهم ينتقدون المجتمع من رجال ونساء وهو في هذه السن الصغيرة، حيث ينكشف تعمدهم إلى تلقينهم مسبقا بالكلام الذي يريدون أن يتحدث به الأطفال. ويستغل أولياء الأمور ميزة تسجيل وعرض الفيديوهات لبث ردود أفعال أطفالهم العفوية والضحك عليها، وجزء من يومياتهم في المنزل وممارستهم لهوايات كلها بأسلوب مثير للضحك، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار هذه المقاطع ورفع عدد المتابعين واستثمار الحساب تجاريا.

تقليد المشاهير

توجد مقاطع فيديو لأطفال يقلدون المشاهير أو يمارسون الرقص وأداء حركات بهلوانية أو تسجيل أهداف مهارية في كرة القدم أو ترديد أغاني لكبار الفنانين ذات كلمات غير مناسبة.

وهناك فيديوهات يصور فيها آباء وجوه أطفالهم والخوف الذي يتملكهم بعد ارتكاب أخطاء داخل المنزل واكتشافهم لها.

الرأي الاجتماعي

يحذر الأخصائي الاجتماعي حامد الحامد من استغلال الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة عدد المتابعين، أو تحقيق الشهرة عن طريقهم، على حساب مشاعرهم وخصوصيتهم، حيث يؤدي ذلك حاضرا أو مستقبلا إلى التأثر سلبا بهذه الفيديوهات.

ويبين أن انتهاك خصوصية الطفل يعلمه التصنع في علاقاته مع الناس وتضيع منه التلقائية التي يعرف بها الأطفال والتي تناسب عمره في الطبيعة سواء في كلامه أو تصرفاته أو حركاته. فالطفل يجب أن يعيش المرحلة الطفولية من عمره، وأن يتم احترام حريته وخصوصياته لا أن يتم استغلاله لمصالح شخصية لذويه.

الرأي القانوني

يؤكد المحامي والمستشار القانوني معتز ناقرو، أن ظاهرة استغلال الأطفال بمواقع التواصل الاجتماعي انتشرت بهدف التربح أو تحقيق الشهرة، والتي تحتوي على أفعال أو ألفاظ مسيئة تحط من كرامة الطفل أو تؤدي إلى تحقيره أو لا تتناسب مع سنه. ويقول إنه عرفت المادة الأولى من نظام حماية الطفل الصادر بمرسوم ملكي رقم (م/14) بتاريخ 1436/02/03هـ الطفل أنه «كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره». وحددت المادة الثالثة من النظام أعلاه صور إيذاء الأطفال ومن بينها استغلاله ماديا أو تعريضه لمشاهد غير مناسبة لسنه. وحظر نظام حماية الطفل إيذاء الطفل بكافة صور الاستغلال والمتاجرة به.

التبليغ عن الإيذاء

يضيف أنه حث المنظم السعودي كل من يطلع على حالة إيذاء أو إهمال للطفل، تبليغ الجهات المختصة فورا حيث تتولى النيابة العامة التحقيق في أي مخالفة لأحكام نظام حماية الطفل وإقامة الدعوى أمام المحكمة المختصة. فيعاقب بالسجن مدة لا تزيد على (سنتين) وبغرامة لا تزيد على (100) ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلا شكل جريمة من أفعال الإيذاء للطفل ومنها استغلال الطفل ماديا. ويتم تشديد عقوبة السجن لمدة لا تقل عن (سنتين) ولا تزيد على (5) سنوات، وغرامة لا تقل عن (100) ألف ريال ولا تزيد على (500) ألف ريال، في حالة اقتران الجريمة بعدد من الظروف المشددة ومنها إذا تعددت أفعال الإيذاء في الواقعة الواحدة. كما يتم مضاعفة العقوبة الموقعة في حالة العودة لارتكاب فعل الإيذاء بالأطفال. ويعاقب كذلك كل من حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده بأي صورة من صور التحريض أو الاتفاق أو المساعدة على ارتكاب جريمة من جرائم إيذاء الطفل.