بجسد هزيل ووجه شاحب وعينان يكسوهما السواد، خرج يوسف محمد سعد من الرعاية المركزة بعد غيبوبة استمرت أسبوعين لإصابته بجلطة بالمخ نتيجة مضاعفات جرعة الكيماوي الأولى بمستشفى 57357 بعد إصابته بسرطان النخاع وهو بعمر الـ12 عامًا، ليكتب سطورا جديدة بحياته بعد أن توقع الأطباء صعوبة نجاته، وفقا لوالدته: «قعدنا 4 أسابيع عشان نرجع نعلمه بابا وماما تاني».
رحلة مواجهة يوسف للسرطان على مدار 6 سنوات
«كل اللي كان بيقولوا يا ماما أنا في نار في جسمي»، بكلمات لا تخلو من الآهات تسترجع والدة يوسف محمد سعد، ذكرياتها مع رحلة مرضه في حديثها لـ«»، التي استمرت 6 سنوات، لافتة إلى أنه قضى وقتا طويلا قبل التعرف على حقيقة إصابته بالسرطان، بعد عدة تشخيصات خاطئة، بعد أن حير مرضه أطباء السويس والأطباء بالمستشفيات بالقاهرة وبنها.
وأضافت والدة يوسف، أنه عندما تم تشخيصه بالسرطان أصيبت بصدمة كبيرة: «صوت صراخه أثناء أخذ عينة من النخاع بالظهر خلاني سيبت المستشفى كلها وخرجت، أنا أم سمعت نتيجة بزل النخاع إنه سرطان وقعت وأصيبت بنزيف».
يوسف تحدى الصعوبات
التحدي والإصرار والعزيمة مكنوا «يوسف» من الحصول على الإعدادية بتفوق رغم معاناته مع المرض: «كان عنده أنيميا شديدة وفقدان شهية وفقد الحركة كان بيتشال، غير أن مضاعفات السرطان ومضاعفات الإصابة بالمخ من فقدان التركيز حال دون تحقيقه للتفوق بالثانوية العامة والالتحاق في كلية الطب ليصبح طبيب أورام يعالج الأطفال بالمجان كما كان يحلم منذ إصابته كما شفي هو من السرطان رغم ظروفهم المادية الصعبة».
تحقيق حلم يوسف
حارب «يوسف» السرطان وصعوبة الدراسة لعامين آخرين بمزيد من الإصرار، ليتمكن هذا العام وهو بعمر الـ19 عامًا من النجاح والحصول على شهادة الثانوية العامة وسط فرحة كبيرة من عائلته: «مكنتش مصدقة وفرحت واتنططت زي الأطفال».
يوسف محارب السرطان: سجدت لله بعد نجاحي بالثانوية العامة
عبر «يوسف» عن مشاعره بنجاحه بالثانوية العامة لـ«»، قائلا: «فرحت وسجدت شكر لله تعالى، مش مصدق إني نجحت»، وعن أحلامه يروي يوسف أنه يتمنى الحصول على منحة لدراسة الآداب أو الإعلام.