يأتي بداية شهر أغسطس من كل عام، ليذكر اللبنانيين بفاجعة انفجار مرفأ بيروت، واحدة من المآسي التي ضربت لبنان عام 2020، خلفت وراءها كارثة ما زال يعيش الأهالي في ركام ما تركته حتى الآن، من مبانٍ سقطت وضحايا زهقت، رغم مرور 3 سنوات عليها، إلا أنها آثارها لن تمحى بسهولة، ومن رحم المعاناة يولد الحب، هذا ما حدث مع ويليام نون وماريا فارس، ففي قلب الانفجار، تصادق الاثنان، وكتبا قصة حب، فتشاركا السعادة والحزن، فلكل منهما فقيد، راح ضحية مرفأ بيروت.
في انفجار مرفأ بيروت الذي هز العالم، سقط شقيق «ويليام»، واسمه «جو»، بينما «ماريا» فقدت شقيقتها «سحر»، والاثنان، كانا يعملان معًا في فوج إطفاء بيروت، وعند الذهاب لإطفاء الشرارة الأول للانفجار، وقع الانفجار الثاني، ويسقط الاثنان ضحية الانفجار.
بداية التعارف في جلسات العلاج النفسي
«ويليام»، و«ماريا» تعارفا سويًا خلال جلسات العلاج النفسي من آثار ما حدث، وكان معهما العديد من اللبنانيين الذين شاركوهم أحزانهم وكانت الجلسات منتفس لهم، هناك، بدأت قصة حبهما، التي يحيطها الحب والسعادة، ويختبئ بين جوانبها الألم والحزن، يحكي «ويليام» لـ«»، عن بداية صداقتهما: «كنا سويًا في جلسات العلاج النفسي، نتشارك الاحزان مع بعض الأصدقاء، لم نتحدث حينها، وحتى لو كانت مشاعري واضحة، لكن الوضع لم يكن يسمح بتبادل الحديث، أو الاعتراف بالحب».
الصداقة تحولت إلى علاقة حب
تغيب «ويليام» عن الحضور ذات مرة للجلسات، حينها، تواصلت معه «ماريا» هاتفيًا، ومن هنا، بدأت قصة حبهما، فكان غيابه الصدفة التي كونت صداقتهما ثم علاقتهما العاطفية: «بداية أول مكالمة استطعت من خلالها تأكيد مشاعري، وبدأنا نتحدث كثيرًا، حتى اعترف كل منا للآخر، وبدأت نتشارك معًا لحظات الفرح والسعادة، والحزن والألم».
أعلن زواجهما في أغسطس الجاري
أعلن الاثنان خطوبتهما العام الماضي، وأعلن زواجهما في أغسطس الجاري، أي بعد عام واحد، لكن شعور الحزن لم يفارقهما، على فقدان أخواتهما، ووسط التحضيرات للزواج، وتحضيرات إحياء الذكرى الثالثة على انفجار مرفأ بيروت، فالمشاعر مختلطة، والأجواء مختلفة: «إن شاء الله اول ما ربنا يرزقنا بولد وبنت، معروف أسمائهم، جو وسحر».