| قصة المعمر المصري «عم عطوة».. عاش 153 عاما وبدأ الإنجاب بعد الثمانين

من بين الأمنيات والتهاني المتعارف عليها عند احتفال أي شخص بيوم مولده دائمًا وأبدًا تحمل كلمات لا تتبدل مهما اختلفت عادات وتقاليد البلد أو المجتمع، وخاصة في عالمنا العربي الذي يدعو للشخص في يوم ميلاده بالوصول إلى عامه المائة، وهو ما حققه عطوة موسى سعد العيسى الذي بلغ الثلاثة والخمسين بعد المائة وتوفى في الفيوم شمال غرب القاهرة.

«عم عطوة» بدأ الإنجاب بعد عمر الـ80

المعمر المصري «عم عطوة»، يروي قصته لـ«» المصور عمرو نبيل، الذي وثّق بعدسة كاميرته قصة أكبر معمر في الفيوم قبل نحو 30 عامًا عندما ذاع صيته في هذه الفترة، فانطلق إلى الفيوم وتحديدًا في قريته أبو شنب القريبة من بحيرة قارون ليلتقي بالمعمر الذي أثار في نفسه علامات الحيرة والاستغراب بحسب تعبيره.

«أنا كنت رايح مش مصدق»، بهذه الكلمات وصف المصور عمرو نبيل رحلته إلى «عم عطوة» في الفيوم، إلا أنّ بطاقة الهوية الشخصية التي احتفظ بها المعمر المصري واطّلع عليها «عمرو نبيل» كانت سببًا في تصديق القصة وتوثيقها بعدسة الكاميرا حينها ونشرها عبر وكالات الأنباء العالمية: «أنا أول ما شوفت الراجل حَنِيت عليه وبوست راسه، وأول ما تشوفيه تحسيه أنّه فعلًا معدي الـ100 سنة من شدة التجاعيد في الوش».

عم عطوة موسى من مواليد 1845، كان يعمل صيادًا في بحيرة قارون في أيامه الأولى، ثم ارتحل مُصطحبًا عائلته إلى الفيوم عام 1859 عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا، هربًا من العمل في حفر قناة السويس بسبب صغر سنه، وكانت حبه الكبير وزوجته الأولى «صبيحة» هي دافعه للحياة، فـ عاش معها 60 عامًا دون إنجاب وأطلق عليها لقب «حبه النقي» ولم يتزوج مرة ثانية إلا بعد وفاتها.

تزوج «عطوة» أربع من النساء بعد «صبيحة» وأنجب منهن خمسة أبناء وبنتين وكان لديه من الأحفاد نحو 39 حفيدًا، إذ أكد المعمر المصري حينها أنّه لم يبدأ في إنجاب الأطفال حتى بلغ من العمر حوالي 80 عامًا، ودائمًا ما كان يرى أنّ السر في عمره المديد هو أنه لطالما كان مطبوعًا على حب الخير، حتى توفى عام 1998 عن عمر 153 عامًا، وظل يتمتع فيها بصحة جيدة أعانته على المواظبة على أداء الصلاة في المسجد حتى أواخر أيامه على الرغم من شراهته للتدخين، إذ كان يدخن أكثر من 15 سيجارة يوميًا.

سر اللبن الرايب والزبادي في حياة «عم عطوة»

تفاصيل المنزل الذي كان يقطن به «عم عطوة» وصفه المصور عمرو نبيل بأنّه منزل عتيق وواسع جدًا، مصنوع من الطوب اللبن، ويتوسط بهو المنزل سلمًا خشبيًا، ودائمًا ما كان مُزدحمًا بالزوجات والأبناء والأحفاد، واهتم المصور حينها بالتقاط بعض الصور التي تظهر فيها تفاصيل الوجه واليدين من خلال الإضاءة الطبيعية في المنزل: «الوجه كان فيه تجاعيد شديدة جدًا، وعلى ما أذكر كانت عينه ملونة وكان راجل جميل وتستريح أوي لما تبصله».

ويحكي «نبيل» عن سر بلوغ «عم عطوة» هذا العمر، وهو أنّه كان حريصًا على تناول اللبن الرايب والزبادي باستمرار: «كان بياكل خفيف أوي بس كان معتمد في أكله دايمًا على الزبادي، وأحد الأسرار التي كانت تدعو للدهشة لما عرفتها أنّه بدأ يخلف بعد الـ80 ودي كانت حاجة مرعبة بالنسبة لي أكتر من أنّه عاش أكتر من 150 سنة، لأنّ دي حاجة فيها صعوبة شوية».