سعادة غامرة ملأت قلوب أهالي منطقة السيدة نفيسة، بعد افتتاح المسجد والمقام، عقب الانتهاء من تطويره، بعد انتظارهم لهذه اللحظة على مدار عام كامل، ليقرروا الاحتفال بها كلٌ على طريقته، إذ كانت الطريقة الأبرز للاحتفال والتعبير عن الفرح والإعجاب بالتجديدات التي طرأت على الضريح عند السيدات، هي الزغاريد، التي ملأ صوتها الأرجاء.
وعلى أحد المقاهي المجاور لبوابة مسجد السيدة نفيسة، وقف محمد الهواري، وبعض أصدقائه، يحضرون الشربات ويوزعونه في محيط المسجد، وعلى الزائرين، احتفالا بالافتتاح والتطويرات، التي آسرت للعيون -على حد وصفهم-.
فتح باب السيدة أسعد الأفراح
«إحنا دايما بنوزع شربات في الأفراح، ومافيش فرحة أكبر من فتح باب السيدة نفيسة تاني»، بتلك الكلمات عبر ابن محافظة قنا عن سعادته بافتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير، خلال تصريحاته لـ«»: «أنا بحب آل البيت كلهم، لكن السيدة نفيسة لها مكانة خاصة في قلبي، بسبب الفضل الكبير اللي شوفته منها».
يعيش «الهواري» صاحب الـ43 عاما في محافظة القاهرة، تحديدا في محيط السيدة نفيسة لمدة 7 أعوام، كان حريصا خلالها على زيارة الضريح والصلاة في المسجد بشكل دوري، بعد سفره من قنا إلى القاهرة، من أجل زيارة السيدة نفيسة والصلاة والدعاء في مسجدها، مضيفا: «أنا مجرد ما دعيت في المسجد، خلال شهر تقريبا بقى عندي شغل خاص، وبتدخلي فلوس كويسة، وربنا كرمني من وسع».
ويواصل: «لما ربنا كرمني، قررت أجي أعيش في القاهرة، جنب مسجدها، ولازم أرد الجميل بتوزيع نفحات على الزائرين والمحتاجين، وكمان أعرف الناس اللي متعرفش مين هي السيدة نفيسة، أحكيلهم عنها وأعرفهم عليها»، كما أشار إلى التطورات الأخيرة التي طرأت على مسجد السيدة نفيسة، مؤكدا أن المسجد والضريح أصبح راقيا ومبهرا، موجها الشكر لجميع العاملين على تطويره.
سائح روسي: المسجد من الداخل مبهر وساحر
تواجد في محيط مسجد السيدة نفيسة عديد من الزائرين، ومن جنسيات مختلفة، منهم «ديمون ستيفان»، الذي جاء في زيارة سياحية لمصر، رفقة زوجته «إلينا» وابنته «مارتن»، وتوجه في زيارته إلى مسجد السيدة نفيسة، للتعرف على هذا التراث الإسلامي الشهير، والمقرب لعديد من المسلمين، وتناول مع أسرته بعضا من الشربات الذي وزعه محمد الهواري، احتفالا بافتتاح المسجد مرة أخرى، وقال «ديمون» لـ«»: «القاهرة معروفة بكثرة المساجد التراثية، لذا أردنا زيارة تلك المساجد والتعرف على تاريخها، وأيضا مشاهدة الفنون المعمارية الموجودة داخلها».
ووصل «ديمون» من دولته «روسيا» إلى مصر منذ أسبوع، تمكن خلالها من زيارة مسجد الحسين، ومسجد السيدة زينب، وآخرها كان مسجد السيدة نفيسة، موضحا: «أعلم أن تلك المساجد تحظى بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين عموما، وهو ما أثار فضولي لزيارة تلك الأماكن ورؤيتها ومعرفة حكايتها، ورأيت ملامح حب المسلمين لتلك الأماكن وتقديسهم لها، وقد أحببت أنا وأسرتي الفنون الإسلامية التي تمثلت في الكتابة العربية الموجودة على الضريح والجدران، وكذلك الزخارف الموجودة في الأسقف والأبواب، إنها حقا رائعة»، مضيفًا: «سمعت أن هذا أول يوم من أيام الزيارة للمسجد، بعد أن تم تطويره، ولقد أحببت تلك التطورات جدا، المسجد من الداخل مبهر وساحر».