| مهندس بترول يترك وظيفته حبا في النحل: بنافس الصين لتصدير الخلايا

أحب تربية النحل من صغره، فكان والده نحالًا، كان يجري ويلعب بجانبه، بينما يساعده، فرأى النحل وداعبه وعمره 5 سنوات فقط، فنشأت بينهما قصة عشق، وهب حياته لها، ورغم تخرجه في كلية هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس، إلا أن النحل ظل عشقه الأبدي، ومنه، أعد مصنعًا مُتخصصًا في تصنيع الخلايا وبراويز النحل في مصر.

محمد هجرس، من محافظة المنوفية، يتحدث لـ«» عن حبه للنحل وعلاقتهما، التي لم يضعفها العمل في وظيفة مختلفة، مؤكدًا أنه ترك وظيفته كمهندس بترول، وأصبح النحل هو المُسيطر على تفكيره: «اتخرجت سنة 2011 واشتغلت في شركة بترول لغاية 2018، وكنت بسافر بره، ومن أول 2018 اتفرغت للنحل، وكانت علاقة والدي بالنحل بداية تعلقي بيه».

في الدراسة قرأ وذاكر النحل

خلال سنوات الدراسة، كان يقرأ ويذاكر «هجرس» النحل وماكينات تصنيع الخلايا، لا يترك كتابًا يناقش طبيعته وكيفية تربيته إلا وذاكره جيدًا: «علاقتي بالنحل كبرت وبقى عندي معلومات وخبرة في تربيتهم، ومع سفري للخارج بحكم شغلي، عملت علاقات مع ناس تجار وبدأ يتحول الحب لتجارة، وبقوا بيطلبوا مستلزمات أبدأ أصنعها لهم في مصر».

إنشاء أول مصنع لإنتاج الخلايا وبراويز النحل في مصر

بدأ «هجرس» تصنيع الخلايا داخل ورشته، ومع زيادة الطلب عليها بجودة عالية ومقاسات مختلفة، أنشأ عام 2019 أول مصنع لإنتاج الخلايا وبراويز النحل في مصر والشرق الأوسط، بحسب تصريحاته لـ«»: «علشان أقدر أتوسع فيه لازم أجيب ماكينات على أعلى مستوى، سافرت الصين وبدأت أفتح خطوط إنتاج، وبدأت أشوف إيه الفرق بينا وبين الصين، لأن جودة الشغل عندهم كانت أفضل، بدأت أحدد نوع الخلل واكتشفت إن الماكينات عندنا بدائية مش متخصصة في النحل».

التطوير من العمل والتصدير للخارج

طور من الماكينات في مصنعه، وبدأ التصدير للخارج، وبعد 4 سنوات من افتتاح مصنعه، صدر أكثر من 50 حاوية نحل دول عديدة، كأستراليا وقبرص واليونان وليبيا، والعديد من الدول العربية، بدأت تستورد منه بدلًا من الصين وتركيا، كالسعودية والكويت والإمارات والعراق وعمان: «كبرت في مجل النحل بسبب إني ببني علاقات وبحضر معارض ومؤتمرات وبتعرف على زبائن جديدة، بسوّق لشغلي لأني بحبه».

النحل يكسو لحيته ووجهه.. ما الهدف؟

مع زيادة الإنتاج داخل مصنعه، بدأ «هجرس» في تقليل عدد خلايا النحل وتربيته، من 2000 خلية إلى 500 خلية، للتفرغ أكثر لتجارة الخلايا، والتقط صورة والنحل على جسده ولحيته بطريقة معينة يجذبه إليه، وكان الهدف من ورائها توصيل رسالة: «كنت عاوز أوضح إن النحل مش بيهاجم حد لو أنت بعيد عن الخلية بتاعته، أنا تعرضت لقرص كتير بس بكون مبسوط، بس أخدت مناعة منه، ده غير إن قرصة النحل مفيدة، لأن سم النحل مضاد بكتيري واسع ومفيد في حالات الروماتيزم».