مرحلة الغليان العالمي – تعبيرية
ارتفاع شديد في درجات الحرارة يشهده الطقس الفترة الحالية، فسجلت الحرارة على مستوى مصر والعالم درجات غير مسبوقة، ما دفع منظمة الأمم المتحدة للإعلان عن دخول كوكب الأرض عصر الغليان العالمي، ودعوتها إلى اتخاذ اجراءات جذرية فورية تتعلق بالتغير المناخي.,
بينما تثار حالة من القلق وسط كثيرين بسبب درجات الحرارة يمكن استعراض كل ما يتعلق بعصر الغليان العالمي، ومدى تأثيره على حالة الطقس في مصر.
كل ما يتعلق بعصر الغليان العالمي
وفي إطار توضيح كل ما يتعلق بعصر الغليان العالمي، يمكن الإشارة إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أوضح أن موجات الحر القياسية التي تعرَّض لها نصف الكرة الأرضية الشمالي مرعبة للغاية، وأن ذلك يعني انتهاء عصر الاحتباس الحراري وبداية عصر الغليان العالمي.
وعن عصر الغليان العالمي أوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنه عبارة عن ارتفاع شديد في درجات الحرارة قد تصل إلى أعلى من 50 درجة مئوية في بعض الدول، لافتًا إلى أن السبب في ذلك يعود إلى تغير المناخ الناجم عن الأعمال البشرية، وأنه بالنسبة لكوكب الأرض فهو بمثابة «كارثة»، وأن عصر الغليان العالمي قد يجعل من الصعب تنفس الهواء الحار مع تدهور المناخ الذي قد يزداد يوما بعد يوم، وفقًا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية.
دخول عدة دول عصر الغليان العالمي
سيطر عصر الغليان العالمي على عدة دول بشكل كبير، منها أمريكا والصين والجزائر، متسببًا في ارتفاع شديد في درجات الحرارة هناك، وحرق الغابات، ما دفع هذه الدول الي اتخاذ اجراءات احترازية لمواجهة هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة من خلال تزويد المبردات وإعلان حالة التأهب القصوى.
وعن سبب دخول كوكب الأرض في عصر الغليان العالمي، فقد أوضح علماء المناخ، أن هذا الارتفاع الشديد وغير المسبوق في درجات الحرارة ناتج تفاقم آثار الانبعاثات والغازات المسببة للاحتباس الحراري بسبب ظاهرة النينيو المناخية، مُحذرين من الدخول في فترة تمتد لسنوات من درجات الحرارة الاستثنائية، بحسب «نيويورك تايمز»، التي نقلت عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ظاهرة النينيو تحدث في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادة من تسعة إلى 12 شهرًا.
درجات الحرارة تجاوزت كل التوقعات
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن درجات الحرارة تجاوزت كل التوقعات، لافتة إلى أن خبراء الأرصاد ومؤتمر المناخ توقعوا زيادة معدلات الحرارة 17 درجة بحلول عام 2050، إلا أن في الـ3 أسابيع الأولى من شهر يوليو 2023، تفاجئ الجميع بارتفاعات غير مسبوقة في متوسط درجات الحرارة عالميًا؛ إذ زادت معدلات درجات الحرارة عالميًا خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو لأكثر من 17.2 درجة مئوية.
وأضافت «غانم» في حديثها لـ«»، أن الصيف هذا العام قاسٍ في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ومن المتوقع أن تؤدي الارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة إلى حدوث مزيد من الجفاف والحرائق في بعض المناطق، وفيضانات وأمطار غزيرة في مناطق أخرى: «المفاجأة الكبيرة هي سرعة التغير المناخي، كنا متوقعين في تغير مناخي وفي احترار عالمي ودرجات الحرارة تزيد، لكن مش بالسرعة دي».
سبب اختيار لفظ عصر الغليان العالمي
وعن سبب اختيار لفظ «عصر الغليان العالمي»، فقد أوضحت «غانم»، أنه لفظ غير دارج وغير معروف، ومن المتوقع أن يكون تم اختياره من قِبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لتوضيح الأزمة ولفت الانتباه لخطورتها؛ بما يهدف في النهاية لتعزيز فرص اتخاذ الإجراءات الاحترازية الفورية: «إحنا بنوصل لمراحل سيئة، وطول ما إحنا كده هنشوف أسوأ من اللي إحنا فيه، ده ممكن يؤدي لتدمير كوكب الأرض والغلاف الجوي، لإنه مش عارف يتنفس بسبب الارتفاعات الموجودة في درجات الحرارة».
وبحسب عضو الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فقد دخل كوكب الأرض عصر الغليان العالمي نتيجة زيادة الانبعاثات البشرية وزيادة غازات الاحتباس الحراري، واستخدام الوقود الأحفوري والذي ينتج عنه غازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، والتي تمتص درجة الحرارة في الغلاف الجوي وتؤدي لمزيد من الاحترار، لافتة إلى أنه من الضروري على دول العالم تقليل الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية المختلفة.
تأثير عصر الغليان العالمي على مصر
ولأن تأثر دول العالم بعصر الغليان العالمي سيكون حسب الموقع الجغرافي لكل دولة، فمن المتوقع أن يكون تأثيره على مصر متمثلًا في الآتي:
– ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة.
– شدة الموجات الحرارية في الفصول المختلفة.
– مزيد من عنف الظواهر الجوية.
– مزيد من تأثرنا بـ التغيرات المناخية.
– تغير في الأنماط المناخية التي اعتدناها في الفصول المختلفة.
– تغيرات في درجات الحرارة أعلى من المعدلات التي اعتدناها.