بدأ المسيحيون الأرثوذكس صوم السيدة العذراء مريم، الاثنين الماضي، وهو أحد الأعياد السيدية أو الكبرى في الكنيسة مدته 15 يومًا، ويعتبر تناول أكلة «الشلولو» أحد أبرز طقوسه، ما يطرح سؤالًا في أذهان البعض عن العلاقة بين صوم السيدة العذراء وتناول المسيحيون لـ«الشلولو».
صوم السيدة العذراء
و«الشلولو» أكلة بسيطة تتكون من «ملوخية ناشفة، وماء، وثوم، وملح وليمون»، وتخلط ومن ثم الاستمتاع بتناولها معًا، ويُفضل أن يكون الماء باردًا، وفقًا لِما أوضحته ماريكا وديع، ربة منزل بمركز القنطرة غرب في الإسماعيلية، خلال حديثها مع «».
سبب تناول «الشلولو» في صوم السيدة العذراء
وعن سبب تناول المسيحيون لـ«الشلولو» خلال فترة صوم السيدة العذراء مريم، والتي تمتد لـ15 يومًا، فقد أوضح أشرف أيوب، باحث قبطي، لـ«»، أنّ اعتبار تناول «الشلولو» من أبرز وأشهر طقوس احتفال المسيحيون بصوم السيدة العراء جاء نتيجة أنّ العذراء في أثناء مجيء العائلة المقدسة إلى مصر لم تجد ما تأكله، فأعطاها البعض قليلاً من «الملوخية الناشفة»، فراحت تضع عليها ماءً وتتناوله، ومن وقتها وإكرامًا للسيدة العذراء وسيرًا على خطاها راح المسيحيون يواظبون على إعداد هذه الأكلة وتناولها خلال فترة الصوم.
ومن الصقوس الأخرى التي تنتشر بين المسيحيين الأرثوذكس، خلال الاحتفال بصوم السيدة العذراء، هو وضع صورًا كبيرة لها على واجهة منازلهم؛ إكرامًا وحبًا لها، وتشفعًا بها، إلى جانب أيضًا وضع عقدًا من النور حول الصورة، وتثبيث مصباحًا أسفلها.
تبادل الشلولو والكحك بين المسيحين والمسلمين
ونتيجة لقوة علاقات الأخوة بين المسيحين والمسلمين في مصر، فقد جرت العادة أن تُعد السيدات المسيحيات أطباق «الشلولو» ويقدمنه لجيرانهن المسلمات، كما تفعل الأخيرات خلال الاحتفال بأعياد الفطر والضحية، من إعداد أطباق الكحك وتقديمه لجيرانهن المسيحيات كدليل حب، بحسب «أيوب».
ومن العادات الأخرى المُحببة لدى بعض المسيحين خلال صوم السيدة العراء مريم هو الطواف في ليلة عيد العذراء بأيقوناتها فى الشوارع المحيطة بالكنيسة، مع ترديد الألحان الكنسية بفرح واضح، وتتدافع الجموع على لمس الأيقونة أو تقبيلها لنيل البركة.