خففت الشرطة الإسرائيلية اليوم، الجمعة، بنود الاتهام ضد المستوطن يحيئيل إيندور، المشتبه المركزي بإطلاق النار على الشاب قصي معطان في قرية برقة، يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى استشهاده، وطلبت الشرطة تمديد اعتقال المستوطن بعشرة أيام لكن القاضي مدد اعتقاله بخمسة أيام.
وكانت الشرطة قد نسبت لإيندور لدى اعتقاله مخالفة “القتل بدافع عنصري”، وعقوبتها السجن المؤبد، لكنها أزالت هذا الاتهام اليوم، ووضعت مكانه ارتكاب مخالفة “التسبب بالموت عمدا أو بتهور”، إلى جانب “أعمال شغب انتهت بإلحاق أضرار، التآمر على ارتكاب جريمة وتشويش إجراءات قضائية”، وهي تهم ذات عقوبات أخف. كذلك أزالت الشرطة الاتهام ضد المستوطن بإشعال حرائق في برقة.
وقال مندوب الشرطة أمام المحكمة إن إيندور يعترف بإطلاق النار لكنه يدعي أنه لم يطلق النار بشكل مباشر وإنما بالهواء. وشدد مندوب الشرطة على أن إطلاق المستوطن النار لم يكن دفاعا عن النفس، وفق موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني.
ونقل موقع “واينت” الإلكتروني عن مندوب الشرطة قوله للمحكمة، اليوم، إنه “بإمكاننا القول إن بحوزتنا تطور كبير يربط المدعى عليه بما هو منسوب له ويعزز بشكل كبير اشتباها معقولا ضده”.
وأضاف مندوب الشرطة أنه “حاولنا أمس التحقيق مع المدعى عليه الذي كان قبل ذلك يسير على أقدامه ويتحدث ولم يشكُ من أي شيء. وبعد أن حصل على استشارة من محاميه قال إنه لا يشعر جيدا. وهذا حدث خطير تم خلاله سلب حياة شخص (أي الشهيد معطان) وهذا يتطلب استنفاد الحد الأقصى” من التحقيق.
وقررت محكمة الصلح في القدس إبقاء إيندور قيد الاعتقال، لكنه يرقد في مستشفى “شعاريه تسيدك” في القدس، بعد إصابته بحجر في رأس أثناء هجوم المستوطنين على برقة، يوم الجمعة الماضي.
وبعد أن وجهت المحكمة انتقادات إلى مندوب الشرطة الإسرائيلية في منطقة الضفة الغربية، بأنه حضر إلى المداولات غير جاهز، أرسل لواء الشرطة مدع آخر.
وأفرجت المحكمة عن المستوطن إليشاع ييريد، المشتبه الآخر بارتكاب جريمة قتل الشهيد معطان. ووصف وسائل إعلام إسرائيلية ييريد بأنه عنصر مركزي في تنظيم “شبيبة التلال” الاستيطاني الإرهابي. ورفضت المحكمة طلب النيابة النظر مرة أخرى في تمديد اعتقال هذا المستوطن.
وأفادت القناة 12 بأن ييريد التزم الصمت خلال التحقيق معه، لكن لدى خروجه من الاعتقال قال لمحاميه “إنني خائف من أن يعملوا ضده (ضد إندور)… وهي (الشرطة) تخطط لإسقاطه… هل تفهم ما أقول؟ وقد فعلت ذلك”.
وقال ييريد إنه “يوجد رب في العالم. وواضح أنني سأتحرر”، وذلك ردا على سؤال مراسلة القناة 12 حول ما إذا كان يعلم بأنه سيفرج عنه. ويتوجد هذا المستوطن في اعتقال منزلي في منزل جده.
وأفرجت المحكمة العسكرية في سجن “عوفر”، أمس، عن أربعة فلسطينيين من قرية برقة، اعتقلوا في أعقاب هجوم المستوطنين على القرية، يوم الجمعة الماضي، بادعاء أنهم ألقوا حجارة خلال التصدي للمستوطنين.
وقال قاضي المحكمة العسكرية، باراك تمير، في قرار الإفراج وبعد مشاهدة شريط مصور للأحداث في برقة، إنه “لا يوجد اشتباه معقول ضد المشتبهين الفلسطينيين الأربعة ويبرر بقاءهم قيد الاعتقال”.
وخلال جلسة المحكمة العسكرية، أمس، أكد وكيل المعتقلين الأربعة من قرية برقة، المحامي إسماعيل طويل، أن نحو 50 مستوطنا اقتحموا قرية برقة لمسافة كيلومترين، يوم الجمعة الماضي، واعتدوا على سكانها وخلال ذلك تم إطلاق نار الذي أدى إلى استشهاد الشاب قصي معطان (19 عاما).