خبير عسكري: عشرة آلاف صاروخ دقيق بحوزة حزب الله ستشُلّ إسرائيل والحرب ستتحوّل لإقليمية

نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع بالمنظومة الأمنيّة في دولة الاحتلال، كشفت القناة الـ 12 في التلفزيون العبريّ، عن أنّ قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ حذّر من أنّ سلاح الجوّ ليس جاهزًا وليس مستعدًا لأيّ حربٍ قادمةٍ، وعلى نحوٍ خاصٍّ إذا اندلعت على عدّة جبهات.

وقال المُراسل العسكريّ للقناة، نير دفوري، إنّ مهمّة قائد سلاح الجوّ الجنرال تومِر بار، عندما استلم منصبه كانت تحضير الجيش لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ بهدف تدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ، أمّا اليوم فإنّه مُنشغل حتى أخمص قدميه في إعادة الطيّارين الذين تركوا السلاح على خلفية الانقلاب القضائيّ وإعلانهم أنّهم لن يُشاركوا في جيشِ تابعٍ لدولةٍ ديكتاتوريّةٍ قائمةٍ على تفوّق العرق اليهوديّ.

في السياق عينه، قال الخبير العسكريّ، عمير راببورت، في موقع (إسرائيل ديفينيس) العبريّ، إنّ “المشكلات الأمنية المباشرة التي تواجهها إسرائيل ليست انهيارًا لنموذج جيش الشعب، فقبل كل الساحات، تحذّر شعبة الاستخبارات من احتمال هو الأكبر منذ حرب لبنان الثانية في سنة 2006، أيْ نشوب حرب في الشمال”

وتابع: “إذا نظرنا إلى الأمر بشكل مبسّط، يمكن أنْ نرى في التصريحات التصعيدية للوزير غالانط هذا الأسبوع بشأن لبنان محاولة لمنع نصر الله من الوصول إلى استنتاج بأن هناك فرصة كبيرة في شن هجوم، لأنّ الجيش الإسرائيلي ضعيف أكثر من أي وقت سابق (وخصوصًا بسبب توقُّف تطوُّع الطيارين الاحتياطيين).

ومضى قائلاً: (سنعيد لبنان إلى العصر الحجري)، هدّد غالانط يوم الاثنين. لقد استخدم مصطلحات استخدمها رئيس الأركان السابق دان حالوتس في الأيام الأولى لحرب لبنان الثانية. وتلميح غالانط واضح: أيّ خطأ يرتكبه حزب الله، سيدفع نصر الله ثمنه مجددًا بتدمير ضاحية بيروت الجنوبية التي يقع فيها المربع الأمني لحزب الله، هذا التدمير الذي شكّل في سنة 2006 صدمة، ثمة شك في أنْ يكون نصر الله تعافى منها.”

 وشدّدّ راببورت على أنّ “الوقائع ليست بسيطة. فهناك أكثر من عامل يؤثر في الساحة، وأكثر من نتيجة محتملة بشأن الأزمة مع لبنان. وهذه الأمور لا تتعلق فقط بنصر الله، وبأسياده في طهران الذين من المنطقي أنّهم يريدون توجيه ضربة قاسية إلى إسرائيل، من دون تحمُّل المسؤولية والتدهور إلى حرب واسعة، مثل الهجوم الذي وقع في تقاطُع مجدو، وإطلاق الصواريخ الكثيف على إسرائيل في ذروة الأزمة الاجتماعية في الربيع.”

 ورأى الخبير، الذي نقلت مقاله للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة) أنّ “حزب الله يحاول أنْ يلمّح لإسرائيل أنّه لا يوافق على الأعمال التي تنفّذها وزارة الأمن على طول (الخط الأزرق)، الذي يشكّل الحدود الدولية بين إسرائيل ولبنان، والذي وضعته الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الأولى، وجزء منه موضع خلاف. وحزب الله، طبعًا، ليس موافقًا على التوحيد العملي لقرية الغجر الواقعة على سفوح مزارع شبعا، والتي يقع الجزء الشمالي منها، بوضوح، في أراضٍ خاضعة للسيادة اللبنانية”.

 ورأى الخبير أنّه “من جهتها، إسرائيل تفضل في هذه الأثناء تجاهُل الخيمة التي نصبها حزب الله داخل أراضيها ما وراء السياج الحدودي، وهي تضع احتمالين للمستقبل المنظور: إمّا أنْ يسود هدوء كامل على الحدود الشمالية؛ وإمّا أنْ يتلقى حزب الله ضربة قاسية، مع كلّ التداعيات الصعبة التي سيرتّبها ذلك على إسرائيل، كما تعهّد غالانط”.

علاوة على ذلك أوضح راببورت، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ بالكيان، أوضح أنّه “من جهتها، إسرائيل لديها أسباب كثيرة لعدم رغبتها في حرب مع لبنان. لأنّ كميات الصواريخ الموجودة اليوم في لبنان تفوق بكثير تلك التي كانت هناك في سنة 2006، ولأنّ 10.000، يمكنها أنْ تصيب أهدافًا استراتيجيّةً في إسرائيل بدقة، وهذه الكتلة من الصواريخ ستجعل من الصعب على المنظومات الدفاعية من نوع (القبة الحديدية) تأمين دفاع كامل عن كل البلد، وسيكون للأهداف الاستراتيجية أولوية على المدن”.

“علاوةً على هذا كله”، أضاف راببورت، “من المؤكّد أنّ كل مواجهة مستقبلية ستكون مواجهة متعددة الساحات. ونستطيع منذ الآن أنْ نرى التشابك بين الساحات يوميًا”.
وخلُص المُحلِّل : “ماذا نستنتج من كلّ الكلام التصعيدي الذي وصل هذا الأسبوع إلى ذروته؟ يعتقدون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنّه يمكن تفادي حرب لبنان الثالثة، لكن الأمور ليست مرتبطةً بنا، ولكلّ تصعيد ديناميته الخاصّة”، على حدّ تعبيره.