بالتزامن مع زخات شهب البرشاويات التي تمطر سماء مصر والعربية الليلة وتستمر حتى مطلع فجر الأحد، تشهد السماء ظاهرة فلكية أيضًا عند الساعة 02:10 بعد الظهر بتوقيت مصر، إذ سيمر كوكب الزهرة بالقرب من الشمس في السماء على الجانب القريب من نظامنا الشمسي بالنسبة للأرض في ظاهرة تسمى الاقتران الداخلي.
تحذير من مراقبة «الزهرة» في هذا الوقت
ويقول المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إنّ هذا الحدث يمكن رصده بالتلسكوب ويظهر في شكل حلقة ضوئية ويكون له تأثير جميل على شكل الكوكب، وذلك لأنّ الجانب الليلي للزهرة يكون في مواجهة كوكب الأرض، ويتسبب ترشيح ضوء الشمس عبر حافة الغلاف الجوي للزهرة في تكوين حلقة مضيقة حول قرصها.
وحذر «أبو زاهرة» من مراقبة كوكب الزهرة في هذا الوقت بسبب وجوده قرب الشمس، وتتمثل هذه الخطورة في تسلل ضوء الشمس إلى التلسكوب وكاميرا التصوير، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الإلكترونيات الحساسة وإلحاق الضرر بالعين، في حين يمكن للراصدين المحترفين الذين يتخذون احتياطات دقيقة متابعة هذا الحدث.
الزهرة يعود إلى سماء المساء في النصف الثاني من 2024
ويعتبر هذا الاقتران من الظواهر النادرة التي تحدث مرة واحدة في كل دورة اقترانية للكوكب (584 يومًا) ويمثل نهاية ظهور الزهرة في سماء المساء وانتقالها إلى سماء الفجر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ من المقرر أن يبعد الزهرة حوالي 7 درجات فقط من الشمس عند أقرب مسافة ظاهرية، وبذلك يتعذر رصد الكوكب تمامًا لعدة أسابيع أثناء طمسه في وهج الشمس.
وبحسب الجمعية الفلكية، من المتوقع أن يعبر الزهرة نقطة الحضيض «أقرب مسافة إلى الأرض» في نفس الوقت تقريبًا، إذ سيتم رصد الزهرة في نفس الجانب بالنسبة للأرض في نظامنا الشمسي، وسيكون على مسافة 0.29 وحدة فلكية (43,383,383 كيلومتر) من كوكبنا، وهو ما يجعل حجمه الزاوي كبيرًا، وفي حال رصده سيبلغ قطره حوالي 57.8 ثانية قوسية، بينما يظهر قرصه غير مضاء تمامًا.
ومن الجدير بالذكر أنّه عند انتقال كوكب الزهرة إلى سماء الفجر سيظل هناك حتى يعود إلى سماء المساء في النصف الثاني من العام 2024.