| الحرب تحول أستاذا جامعيا إلى بائع صابون.. كيف تغيرت حياة السودانيين؟

لم يتوقع الأستاذ الجامعي «علي» أن تتوقف عادته اليومية في الذهاب إلى الجامعة لتعليم الطلاب الهندسة فجأة دون مبررات، إذ حالت الحرب السودانية من وصوله إلى الجامعة، فتحول من رجل أكاديمي إلى بائع صابون في الولاية، حتى يستطع تأمين قوت يومه وتحقيق الاكتفاء الذاتي لأسرته.

يعيش علي سيف في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة التابعة لدولة السودان، وتحولت المنطقة لواحدة من أكبر المراكز التي تستقبل المواطنين الفارين من العاصمة، بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتؤثر بشكل سلبي على جميع المواطني، من خلال تدمير المنازل وشلل حركة المرور، بل وتوقف العمل ما تأثر به الأستاذ الجامعي، بحسب وكالة فرانس برس.

«علي» يبحث عن وظيفة بديلة

ولم يستسلم «علي» للأزمة السودانية التي طالت بمهنته لتحوله من أستاذ جامعي إلى عاطل عن العمل، وقرر استغلال الظروف في تعلم أشياء جديدة وامتهان حرفة يدوية، تضيف إلى إبداعه، ليقرر صناعة الصابون بسبب احتياج المواطنين له، في المنطقو التي يعيش فيها: «قولت لازم أتعلم صنعة أو مهنة جديدة، وبالصدفة فكرت إني أعمل صابون، قولت لي لأ، وجربت كذا مرة والحمد لله مخدتش وقت على ما عرفت أعمله بالمواصفات الطبية بتاعته».

خطوات «علي» لتجهيز الصابون

بدأت خطوات «علي» في تحضير الصابون بتجهيز الأواني التي سيخلط فيها سائل الصابون والمواد الأخرى المستخدمة في الصناعة، ثم سكبه قوالب تتخذ أشكالًا مختلفىة سواء مربعات أو مكعبات: «كان عندي إرادة إني أتعلم حاجة جديدة، تبقى مهارة ليا وفي نفس الوقت أكسب منها فلوس، بعد ما قعدت من الشغل بسبب الحرب، ومقبضتش من شهر مارس اللي فات».

مشروع «محمد» للتغلب على الأزمة

لم يكن الأستاذ الجامعي المواطن الوحيد الذي يبحث عن عمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي، إذ قرر موظف آخر يدعى محمد علي بيع أصناف طعام مختلفة من الدول العربية مثل الفلافل المصرية في كشك صغير، بعد أن توقف عن العمل في إحدى المؤسسات العامة.

تعد وجبة الفلافل أكثر الأطعمة التي يقبل الزبائن على شرائها، وتطهي بأقرب طريقة للوصفة المصرية الأصلية، باستخدام الفول: «حاولت أدور على حل بديل، بعد ما قعدت من شغلي، ومدر دخلي وقف».