| معلمة سودانية تهرب من الحرب إلى بيع رقائق الخبز: «فقدت الأمل في الحياة»

«لست خجولة أو حزينة مما أقوم به، ولكنها ظروف الحرب» بهذه العبارة الممزوجة بالحزن تذكّرت المواطنة السودانية ميشيل إيليا حياتها في بلدها وكيف تضررت المعالم المختلفة فيه وتبدّل بها الحال من معلمة في مدرسة بـ أمّ درمان إلى سيدة رقيقة الحال تصنع وتبيع رقائق الخبز.

ميشيل تترك التعليم وتصنع رقائق الخبز

ميشيل إيليا بعد أن أجبرتها ظروف الحرب في السودان على ترك مهنتها في التعليم، تجدها تجلس الآن داخل كشك صغير في سوق مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة تبيع رقائق الخبز، إلا أنّها لم تتخلَّ عن نظارتها الطبية التي لا طالما استخدمتها لتُعينها على القراءة والكتابة، إذ خرجت عن صمتها وتحدثت لوكالة «فرانس برس» قائلة: «بعدما كنت أطمح إلى أن أكون أستاذة كبيرة ينتهي بي الحال هنا.. لأول مرة أعمل في السوق».

إشراقة تهرب من الحرب بـ«عربة شاي»

مهنة صنع رقائق الخبز وبيعها للشعب السوداني، لم تكن هي المهنة التي تحلم بها «ميشيل» ولكنها «ظروف الحرب» على حد تعبيرها، إذ أجبرتها الظروف المعيشية الصعبة على المكوث داخل ذلك الكشك حتى تتكفل بمصاريف أسرتها وطعامها، تقول السيدة السودانية: «لقد فقدت الأمل في الحياة».

وعلى مقربة من كشك «إيليا» تقف إشراقة موسى على عربة صغيرة اشترتها لتبيع عليها المشروبات الساخنة حتى تتمكن من تدبير دخلها اليومي، بعدما اضطرتها ظروف الحرب أيضًا أن تغادر منزلها في العاصمة.

أضرارًا كثيرة كبدتها الحرب بـ الشعب السوداني من بينهم «إشراقة» التي وجدت في عربة الشاي هذه ملاذًا آمنًا للحصول على تكاليف المعيشة على الرغم من أنّها لم تمارس هذا العمل يومًا  في مجتمعها المحافظ: «لقد أتيت إلى هنا، بعدما جعلتنا الحرب نترك منازلنا وكل ما نملك»، وأضافت بكلمات تملؤها الحسرة: «إذا تمكنت من إفطار أطفالي الآن، قد لا أتمكن من تدبير وجبة الغداء».