| السلوم بوابة مصر الغربية.. تحطمت فيها أحلام الغزاة وشهدت معارك الحرب العالمية

شهدت مدينة السلوم في محافظة مطروح، معارك عديدة، وواجهت الأعداء والطامعين في غزو مصر عبر بوابتها الغربية، وكانت ملاذًا للمناضل الليبي عمر المختار، ثم تحولت نتيجة الحروب التي وقعت على أرضها إلى مدينة نائية، قبل أن تطولها يد التنمية، وتخوض غمار التغيير في السنوات الأخيرة، حيث أنشئت على أرضها عديد من المشروعات التنموية، تتكلل اليوم، باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال جولة تفقدية للقاء الأهالي، وافتتاح عدد من المشروعات، منها ميناء السلوم البري، وتطوير مستشفى السلوم المركزي.

مدينة السلوم شهدت خوض عمر المختار، قبل حربه ضد الإيطاليين، قتالا مع البريطانيين امتد إلى الحدود المصرية، في مناطق البردية والسلوم ومساعد، ليخوض معركة السلوم عام 1908، لكنها انتهت بخسارة «المختار».

السلوم شاهدة على الحرب العالمية الأولى

خلال الحرب العالمية الأولى، كانت القوات الإيطالية والإنجليزية تحتل صحراء مصر الغربية، ثم بدأت معًا في تنفيذ مخططاتهما لدخول واحتلال مدينة السلوم، وأقامت الحصون على حدودها استعدادًا للهجوم عليها ودخولها، بينما القوات العثمانية، كانت داخل المدينة، تحتمي بها، ونفذت حينها حملة مضادة، بين شهري نوفمبر وديسمبر 1915، فانسحب البريطانيون من سيدي براني والسلوم، بحسب كتاب «جهد الحرب لنيوزيلندا»، للمؤرخ العسكري وليام سيمنز أوستن.

معركة بين دول المحور والحلفاء على أرض «السلوم»

عام 1945، شهدت السلوم معركة كبيرة بين دول المحور والحلفاء، واستطاعت خلالها دور المحور تحقيق انتصارا كبيرا، وفازت دول المحور في المعركة وطردت الإنجليز من الحدود المصرية الغربية، ثم استمر زحفهم حتى مدينة العلمين، وهناك وقعت معركة «العلمين»، بحسب الدكتور أيمن بهتيم، أستاذ التاريخ والدراسات الإسلامية.

مقابر الكومنولث بمدينة السلوم

وأقيمت أيضًا بمدينة السلوم مقابر الكومنولث، وهي عبارة عن 16 مقبرة منتشرة بمحافظات مصر، وموجودة بمدينة السلوم بمحافظة مرسى مطروح، حيث دفنت الدول المتحاربة نحو 20 ألف قتيل أثناء الحرب، ويزورها سنويًا عديد من أهالي الضحايا، من الجنود والضباط وغيرهم، وتتعرض المقابر لعناية فائقة ونظافة كبيرة، وتتميز أيضًا بمظهر جمالي.