لم يمنعها مرضها من مساندة ابنها في الملعب، فلم تلق بالًا لإصابتها بالسرطان، كل ما يشغلها هو تشجيع صغيرها أثناء اختبارات «كابيتانو مصر»، وتتحرك وراءه ذهابًا وإيابا لدعمه، إلا إن حركتها كانت أكثر ثقلاً بجهاز التنفس الذي لا يفارقها طيلة الوقت، لتجسد شخصية الأم في أروع صورها وكأن فطرتها هي التي قادتها إلى ذلك.
«بجهاز التنفس» أم تدعم ابنها في اختبارات كابيتانو مصر.. معاه لآخر نفس
مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة، شاركه المذيع أحمد فايق عبر صفحته الرسمية، ليجسد من خلاله أعظم المشاعر الإنسانية، فكانت بطلة القصة أم لأحد الناشئين ضمن اختبارات كابيتانو مصر، التي تحركت خلف نجلها لدعمه وتشجعيه في تجربته المختلفة، فما كان منها سوى دعمه: «أنت بتلعب كويس، مالك النهاردة شد حيلك» وعلى الرغم من عدم نجاحه في الاختبارات، إلا إنها لم تعنفه بل اكتفت بحضنه وتشجيعه إلى المواصلة والمحاولة مرة آخرى، فهي تثق بقدراته بلا شك التي تؤهله ليصبح لاعبًا عالميا لا يقل عن محمد صلاح، الذي بدأ مشواره وكان مليئًا بالمصاعب إلا إنه تمكن من تحقيق حلمه في النهاية.
كان الابن سندًا لوالدته ويحمل لها جهاز التنفس بيديه، طوال وقوفها بجوارها، ليبرهن لها أنه رغم صغر سنه ولكنه رجل بكل ماتحمل الكلمة من معنى، ليبرهن مقطع الفيديو على العلاقة السامية التي تجمع بين الأم وابنها، وتجسد خلالها أسمى المعاني الإنسانية في دقيقة واحدة، كانت قادرة على إيصال معنى الأم فهي أحن الكائنات واقوى المخلوقات البشرية، التي تمكنت من تجميع الحب والقسوة في آن واحد.