“معركتي الأخيرة”..د.مهاتير محمد –

رأيت حقوق الجيل تُسرَق من زمرة الجشع التي يقودها الشيطان.. ورسالتي للماليزيين: لا تذكروا اسمي بعد مماتي.. فقط تأمَّلوا لي رحلةً آمنة باتِّجاه خالِقي…  

إنَّ قيادة المجتمعات لا يجب أن تخضع للوعاظ بل لعلماء النهضة الاقتصادية والتكنولوجية… لقد آن أوان طرد المشايخ والفقهاء وتجار الدين من قاموس حياتنا اليومية… 

مهاتير محمد والرسالة الأخيرة:

لا يوجد رجل دين مقدس، هم أناس يعيشون على جهلنا وتخلفنا وطاعتنا العمياء لهم، وليس بالضرورة أن يكون رجل الدين أذكى منك أو أفهم منك، وأغلبهم جهلة لا يحفظون إلا القصص والخرافات،ويزرعون الفتنة والكراهية بين ابناء الدين الواحد..

ولن نتحرر ولن نبني وننتج ونبدع إلا إذا حكَّمنا عقولنا وليكن كل واحد منا إنسان منتج ومبدع ورجل دين متنور، لأن الدين بسيط وواضح ليس حكراً على فئة دون أخرى.

رسالةٌ مُؤثِّرةٌ للرئيس الماليزي مهاتير محمـد بعُنوان “معركتي الأخيرة”:

قال مهاتير محمد: لا بدَّ من ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي: الفقر والبطالة والجوع والجهل … لأن الانشغال بالايدلوجيا ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية عليه لن يقود إلى إلا مزيد من الاحتقان والتنازع …!!

فالناس مع الجوع والفقر لا يمكنك أن تطلب منهم بناء الوعي ونشر الثقافة…!!!

وقال: نحن المسلمين صرفنا أوقاتاً وجهوداً كبيرة في مصارعة طواحين الهواء عبر الدخول في معارك تاريخية مثل الصراع بين السنة والشيعة وغيرها من المعارك القديمة…!!

نحن في ماليزيا، بلد متعدد الأعراق والأديان والثقافات، وقعنا في حرب أهلية، ضربت بعمق أمن واستقرار المجتمع…!!

فخلال هذه الاضطرابات والقلاقل لم نستطع أن نضع لبنة فوق أختها…!! فالتنمية في المجتمعات لا تتم إلا إذا حلَّ الأمن والسلام.. فكان لزاماً علينا الدخول في حوار مفتوح مع كلِّ المكونات الوطنية،دون استثناء لأحد، والاتفاق على تقديم تنازلات متبادلة من قبل الجميع، لكي نتمكن من توطين الاستقرار والتنمية في البلد.. وقد نجحنا في ذلك من خلال تبني خطة 2020 لبناء ماليزيا الجديدة،وتحركنا قُدماً في تحويل ماليزيا إلى بلد صناعي كبير، قادر على المنافسة في السوق العالمية، بفضل التعايش والتسامح.

وأضاف:

– إن قيادة المجتمعات المسلمة، والحركة بها للأمام، ينبغي أن لايخضع لهيمنة فتاوى الفقهاء والوعاظ …!!

فالمجتمعات المسلمة، عندما رضخت لبعض الفتاوى والتصورات الفقهية، التي لا تتناسب مع حركة تقدم التاريخ، أصيبت بالتخلفوالجهل…!!!

فالعديد من الفقهاء حرموا على الناس استخدام التليفزيون والمذياع،وركوب الدراجات، وشرب القهوة، بل وجرموا تجارب عباس بن فرناس للطيران…!!

– وقال مهاتير:

إن كلام العديد من الفقهاء “بأن قراءة القرآن كافية لتحقيق النهوض والتقدم قد أثَّر سلبًاً على المجتمع.!! فقد انخفضت لدينا نسب العلماء في الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، بل بلغ الأمر في بعض الكتابات الدينية، إلى تحريم الانشغال بهذه العلوم…!!

– وبالتالي، أكد مهاتير على أن حركة المجتمع لابدَّ أن تكون جريئة وقوية، وعلى الجميع أن يُدرك أن فتاوى وأراء النخب الدينية ليست دينًا، فنحن نُقدس النص القرآني، ولكن من الخطأ تقديس أقوال المفسرين، واعتبارها هي الأخرى دينًا واجب الاتباع ..!!

– وقال مهاتير:

“إن الله لا يساعد الذين لا يساعدون أنفسهم”! فنحن المسلمين، قسَّمنا أنفسنا جماعات وطوائف وفِرق، يقتل بعضها بعضًاً بدم بارد، فأصبحت طاقتنا مُهدرة بسبب ثقافة الثأر والانتقام التي يحرص المتعصبون على نشرها في أرجاء الأمة، عبر كافة الوسائل، وبحماس زائد، ثم بعد كل هذا ذلك، نطلب من الله أن يرحمنا، ويجعل السلام والاستقرار يستوطن أرضنا…!! فذلك ضرب من الخيال، في ظل سنن الله التي يخضع لها البشر…!!