الوفاة – صورة تعبيرية
في الساعات والأيام التي تلي وفاتنا، ينهار الجسم ويمر بمراحل عديدة، ويتغير لونه عدة مرات، وفي النهاية يتعفن ويتحول إلى كومة من العظام، يتغير موضع وتماسك دمنا أيضًا قليلًا خلال هذه العملية، ويمكن أن تساعد المراحل المختلفة قبل دفن الموتى على تحديد الوقت الذي قد تكون فيه ميتًا.
وبحسب موقع «grunge»، تبدأ عملية الانهيار على الفور تقريبًا عندما تتوقف قلوبنا عن النبض، ففي المتوسط، لدى البالغين ما لا يقل عن ستة لترات من الدم في أجسادهم، وتدفق قوة الحياة هذه في جميع أنحاء الجسم يحافظ على عمل أعضائنا. وعند الموت، تتوقف الدورة الدموية المنتظمة إلى أطرافنا وأعضائنا، وتبدأ درجة حرارة الجسم في الانخفاض بسرعة.
شحوب الموت هي المرحلة الأولى من التحلل
وتُعرف المرحلة الأولى من التحلل باسم شحوب الموت، وهي تحول جسد الشخص الميت إلى ذلك الظل الشاحب المميت الذي نجده مخيفًا للغاية، خلال 15 إلى 20 دقيقة فقط.
أما «زرقة المياه» هي عملية التبريد المصاحبة لها، والتي تجعل أيضًا حصوات الدم المعتدلة في الجسم باردة، إذ يبرد الجسم بمعدل حوالي 1.5 درجة مئوية في الساعة، في الظروف العادية «حسب جامعة ولاية فلوريدا».
وعندما يبدأ الدم في جسمك بالاستقرار، تتسبب الجاذبية في تجمعه في مناطق معينة، مما يؤدي إلى تغير لون الجلد بشكل بقعي بحسب جامعة ولاية فلوريدا، وتسمى هذه العملية «Livor Mortis» وتستغرق حوالي ساعتين إلى أربع ساعات.
غالبًا ما يستخدم المحققون الذين يقومون بتشريح الجثة زنابق الجثة لتحديد وقت الوفاة عن طريق الضغط على سطح الجلد للتحقق مما إذا كان يترك علامة بيضاء، سيتوقف حدوث هذا ما يسمى بالابيضاض في نهاية المطاف عندما يستقر الدم تمامًا ويصبح «ثابتًا» على السطح، وهو ما يستغرق حوالي ست ساعات فقط أو نحو ذلك، بعد ذلك تتآمر التغيرات البيولوجية الطبيعية على إبقاء الدم في مكانه الذي يتجمع فيه ويستقر حتى لو تغير وضع الجسم. ويسمى هذا الجزء من العملية «ازرقاق الجسد».
وفي المشرحة، يقوم الشخص الذي يتولى عملية دفن الموتى بإيقاف هذه العملية عن طريق إزالة الدم، وبالتالي ضمان عدم تحولك إلى كومة من المادة اللزجة قبل الجنازة. يفعلون ذلك عن طريق تجفيف جسمك واستبدال دمك بمحلول الفورمالديهايد. هذا السائل سيجمد الوقت ويوقف عملية التعفن، على الأقل لفترة قصيرة، مما يجعل الجسم منتعشًا قبل الجنازة، وأثناء هذا الإجراء، يتم إبقاء الوريد الوداجي «الذي يحمل الدم من الرأس وينقله عبر الوريد الأجوف العلوي إلى القلب» مفتوحًا بالملقط، ويتم سحب الدم بعيدًا.
وبعد أن كان الدم ثمينًا جدًا لإبقائك حيًا، يمكن للدم المتبقي عديم الفائدة أن يمثل مشكلة بالنسبة للمشرحة، والتي عادةً ما تُترك مع جالون أو اثنين من الأشياء بعد تجفيف الجثة، ويتم غسل الدم بشكل غير رسمي في البالوعة، مثل مواد النفايات الأخرى، واذلي يمكن أن يتسبب في يسد محطات معالجة مياه الصرف الصحي إذا لم يتم تحضيرها بشكل مناسب للسيل القادم.
الجسم يدخل في مرحلة متأخرة من التحلل
وبافتراض عدم وجود تدخل بشري بعد الـ 48 ساعة الأولى، يدخل الجسم في المراحل المتأخرة من التحلل، وتتحول الجثة في النهاية إلى ظل مخيف من اللون الأخضر المسود الذي يشبه الزومبي حيث يتحد الهيموجلوبين في الدم مع الغازات ويتحول إلى سلفهيموجلوبين، وهو «صبغة خضراء» تنشأ أثناء هذا التفاعل الكيميائي وتوجد في الأعضاء والجثث المتعفنة، بحسب تعريف «ميريام وبستر»، فالأوردة التي كانت تنقل الدم باستمرار حول الجسم الحي على وجه الخصوص ستبدأ أيضًا في التحول إلى اللون الأسود، مما يخلق مظهرًا يشبه الرخام مع انهيار الجسم.
وتعتمد سرعة ظهور اللون الأخضر على درجة الحرارة المحيطة في المناخات الأكثر اعتدالًا، إذ يستغرق الأمر يومين إلى ثلاثة أيام فقط، وبعدها يبدأ الجسم بالتعفن وتبدأ الكائنات الحية الدقيقة والحشرات في تحطيم الجسم.
وعادة ما تكون عملية التحلل موحدة إلى حد ما، ولكن هناك بعض الظروف الاستثنائية التي يمكن أن تغير كيفية ظهور الدم أثناء تحلل الجسم، فعلى سبيل المثال، إذا عانى الجسم من فقدان كميات كبيرة من الدم، فستكون الجثة شاحبة بشكل غير معهود.
من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التسمم بالنترات إلى تحول الجسم إلى اللون البني أثناء موت الكبد، والتسمم بأول أكسيد الكربون سيجعل الجسم يبدو أحمرًا ساطعًا.