الطفل عبدالله أيدوسوف
قطع آلاف الكيلومترات من بلده العاصمة القيرغيزستانية بيشكك، وصولا إلى مكة المكرمة بالسعودية، محمَّلا بآمال كبيرة في الفوز بالمركز الأول بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، التي تقام بالحرم المكي بمشاركة 166 متسابقا من 11 دولة حول العالم، إذ يحفظ ابن الـ10 أعوام، عبدالله أيدوسوف، القرآن الكريم كاملا حفظا وتجويدا برقم الآية والسورة والصفحة.
الطفل حفظ القرآن كاملا في 3 سنوات
وقف الطفل الذي لم يتجاوز الـ10 أعوام، واثقا في نفسه أمام المشاركين في لجنة تحكيم مسابقة القرآن الكريم، واثقا من خطاه، متمنيا الفوز بالجائزة الكبرى، قرأ الكثير من السور القرآنية فأبهر الجميع ليضج مكان المسابقة بالتصفيق الحاد للطفل، لم يصدق كثير من الحضور أن الطفل الذي خطف الأنظار والقلوب يحفظ القرآن الكريم كاملا بقدرة كبيرة، كما يحفظ بداية ونهاية كل صفحة وكذلك مكان السورة ورقمها وجزأها.
سؤال وجهه أحد المشاركين في لجنة تحكيم مسابقة القرآن الكريم للطفل، متى حفظ كتاب الله؟، ليرد: «بدأت حفظه في سن السابعة واستغرق حفظه كاملا وتجويدا نحو 3 سنوات، كنت فيها محملا بآمال وطموحات كثيرة، كانت أسرتي تدعمني لأحفظ القرآن الكريم، ولا تدخر جهدا في سبيل إتمام حفظي».
مسابقات محلية كثيرة خاضها الطفل الصغير ليتأهل إلى المسابقة الدولية بالسعودية والتي يشارك فيها أطفال من 117 دولة حول العالم، وفق تصريحاته خلال وقوفه أمام لجنة التحكيم: «كنت أخوض مسابقات كثيرة على مستوى القرى والمدن في بلدي، كنت أثق أن الله سبحانه وتعالى سيرتب لي أقدارا لم أكن أعلم عنها شيئا، اجتهدت قدر استطاعتي وكنت أحصد المركز الأول دائما بها، لأتفاجأ بترشيحي للمسابقة الدولية الكبر في العالم لحفظ القرآن الكريم في السعودية».
الطفل عبَّر عن سعادته بزيارة بيت الله الحرام
سعادة كبيرة انتابت الطفل الصغير، حينما أشادت به لجنة التحكيم، مؤكدا أنه لم يتوقف عند حفظ القرآن الكريم فقط، بل سعى لتعلم العلوم القرآنية، وفقا له: «كتاب الله خير حافظا للإنسان، لذلك عكفت على حفظه وتعلم علومه، منها مواقع نزول القرآن، وأرقام ترتيب السور، والآيات، والصفحة، وبداية الصفحة، ونهايتها، وكذلك بداية السورة، ونهايتها، لأجد نفسي محظوظا بالمشاركة في الميابقة الدولية الأكبر حول العالم».
لم يخف الطفل الصغير شعوره بالفخر خلال مشاركته في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، وأنوه على أتم استعداد لخوض التصفيات النهائية واثقا من فوزه: «أنا محظوظ للمشاركة في مثل هذه المسابقة، كنت أحلم منذ الصغر بالمشاركة، وخاصة لأنها تقام في مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض، كنت أسمع عنها لكنني لم أزرها من قبل، وسعيد بتحقيق أمنيتي بزيارة بيت الله الحرام، واتمنى الفوز بالمركز الأول».
وتقام الدورة الـ43 من مسابقة القرآن الكريم في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة، بمشاركة 166 متسابقا من 117 دولة، بهدف تشجيع أبناء المسلمين للإقبال على كتاب الله عز وجل حفظاً وفهماً وأداء وتدبراً، وإذكاء روح المنافسة الشريفة بين حفظة كتاب الله تعالى في دول العالم، وربط الناشئة بالقرآن الكريم، وتحقيق عناية المملكة بالقرآن الكريم وتعليمه.
«السديس»: القرآن الكريم منهج حياة ومصدر نظام
من جانبه، أوضح رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن الاهتمام بالقرآن الكريم في صدارة ومقدمة أولويات ولاة أمر هذه البلاد المباركة كونه منهج حياة ومصدر نظام على أوامره يسيرون ومن نوره يقتبسون.
وقـال رئيس الشؤون الدينية، في بيان له، إن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الثالثة والأربعين، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في المسجد الحرام يعكس عناية القيادة الرشيدة حفظها الله، بكتاب الله وحفظه وتجويده وتفسيره، وتَشْجيع النشء على الإقبال عليه حِفْظاً وأداءً، وتجويداً وتفسيراً.
وأشاد رئيس الشؤون الدينية بالمسابقة وإقامتها في رحاب المسجد الحرام، مؤكدا أنها تجسد اهتمام القيادة بالقرآن وتشجيع حملته، منوها بمَا تنعم به بلادنا المباركة من أمن واستقرار بفضل رعايتها للقرآن والسنة عمَلًا وتطبيقًا.