أثارت فكرة إجراء انتخابات جديدة في دولة الاحتلال لتكون بمثابة “استفتاء نهائي” على قضايا التغييرات في النظام القضائي، معارضة كبيرة في صفوف حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، باعتبارها “الطريق الأكيد للانتحار الجماعي لمعسكر اليمين”.
وقالت صحيفة “معاريف” في تقرير أعده آنا براسكي، إن طرح فكرة الانتخابات الجديدة، جاء على خلفية آخر استطلاعات الرأي التي نشرت نهاية الأسبوع، والتي تؤكد تراجع معسكر نتنياهو اليميني إلى أدنى مستوياته الانتخابية.
وبحسب عدد من المسؤولين في حزب “الليكود”، فإن إجراء انتخابات يمهد الطريق للانتحار الجماعي لمعسكر اليمين، خاصة عندما يكون معسكر اليمين في أدنى مستوياته.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أصوات داخل حزب “الليكود”، تطالب بترك الإصلاح جانبا، وسط دعوات لاستعادة مكانة حكومة الاحتلال بعد تحقيق نجاحات في مجالات الاقتصاد والأمن الشخصي للإسرائيليين.
ولفتت إلى أن هناك دعوات من مسؤولين في “الليكود” لتحسين أوضاع المجتمع العربي قبل التوجه لإجراء انتخابات جديدة، خاصة أن ائتلاف نتنياهو المتطرف، لا يوجد لديه رصيد الآن، بعد أن فقده في قضية الإصلاحات القضائية.
اقرأ أيضا:
دعوات إسرائيلية من الائتلاف الحاكم والمعارضة لتشكيل “حكومة وحدة”
وذكرت “معاريف”، أن “في هذه الأثناء، يدور الاهتمام الرئيسي في “الليكود” حول مسألة قانون التجنيد ومطالبة أعضاء “يهدوت هتوراه” بالدفع بتشريع من شأنه أن يمنح طلاب التوراة حلا نهائيا، دون عقوبات وبدون حصص، والذي سيشمل أيضا الحماية ضد احتمال حدوث ذلك، وفقدان القانون من قبل المحكمة.
ومن المتوقع أن يعقد وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين، الذي يرأس اللجنة التي تعمل على الخطوط العريضة لقانون التجنيد، مناقشتها الأسبوع المقبل، وفي هذه الأثناء، يعمل عدد من المسؤولين في الائتلاف، بهدف إقناع الحاخامات ورجال الأعمال في القطاع بالموافقة على حل لقانون التجنيد الذي سيضع حدا لقانون التجنيد الإجباري؛ كي تكون مقبولة لدى جميع أعضاء الائتلاف، ولن يؤدي ذلك إلى موجة احتجاجية ضخمة من المعارضة”، بحسب الصحيفة.
وقالت مصادر في الائتلاف لصحيفة “معاريف”: “نحاول بكل الطرق الممكنة إقناع الحاخامات الأكثر تطرفا بأن إصرارهم على نسخة غير واقعية لقانون التجنيد سيقودنا إلى انتخابات لا نريدها، وفي النهاية فقد تجد الأحزاب الدينية نفسها في المعارضة، بدون قانون وبدون حكومة”.
اقرأ أيضا:
هكذا تؤثر الأزمة الداخلية الإسرائيلية على استعدادات سلاح الجو للحرب
ونبهت المصادر إلى أن “الوقت الحالي هو أسوأ وقت لسن قانون التجنيد، خاصة بالشكل الذي تتم فيه مناقشته في الأحزاب الحريدية، لأنه بهذا الشكل سيعطي وقودا للاحتجاج المتلاشي وسنمتص التظاهرات والتحريض بمستوى يتجاوز الاحتجاج على الإصلاح”.
وأضافت: “قلنا للمتدينين أن عليهم أن يتعلموا من درس تعيين القضاة، لو لم يخرج وزير العدل ليفين بإعلانه المرعب عن الإصلاح الذي سيغير كل شيء، ولو أننا تصرفنا بحكمة ودون ضجيج غير ضروري، لكان هناك وضع كنا سنجري فيه تعيين ثلاثة قضاة آخرين حافظين، وكنا قد وصلنا إلى التوازن المطلوب”.
ولفتت المصادر، إلى أن “الأمل الوحيد للمعارضة اليوم هو أن تؤدي قضية التجنيد إلى انهيار الحكومة، وإذا أجريت انتخابات في المستقبل القريب بشأن مسألة تجنيد اليهود المتشددين، فلن تحتاج المعارضة إلى القائمة المشتركة ولا إلى اليهود المتشددين لتشكيل الحكومة”.