| أول أيام «تحوت» عند المصريين.. معلومات عن أقدم تقويم عرفته البشرية

يوافق اليوم 29 أغسطس أول أيام «تحوت»، الذي يعتبر أول يوم في التقويم المصري القديم، وهو أول تقويم عرفته البشرية في التاريخ الإنساني، إذ يرجع السبب وراء إطلاق هذا الاسم إلى «توت» أو «تحوت» إله الحكمة عند المصريين القدماء، الذي يعتبر أحد أهم الآلهة لدى الفراعنة، الذي علمهم الكتابة والحساب، وكان يُصور دائمًا مُمسكًا بالقلم ولوح يكتب عليه، وكان أول الشهور المصرية هو شهر «توت» ثم غير اليونانيون الاسم وأطلقوا عليه «هرمس»، ثم سماه العرب «أشمونين».

تاريخ التقويم المصري يرجع إلى عام 4241 قبـل الميلاد

بحسب كتاب «لغتنا القبطية المصرية»، فإنّ تاريخ التقويم المصري يرجع إلى عام 4241 قبـل الميلاد، تزامنًا مع معرفة التقويم الزمني من قِبل المصريين القدماء عن طريق ملاحظة وقت فيضان نهر النيل واعتمادهم على التقويم القمري الفلكي، ويُعد شهر «توت» هو أول شهور السنة القبطية، نسبة إلى العلامة الفلكي الذي وضع التقويم المصري القديم واخترع الأحرف، وقد ولد «توت» في قرية منتوت التي لا تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظة المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم.

واستطاع المصريون، احتساب السنة الشمسية وعدّوها 365 يوميًا و5 ساعات و49 دقيقة و45 ونصف ثانية، وجرى تقسيم السنة إلى ثلاثة فصول وليس أربعة، هي: «فصل الفيضان، وبذر البذور، وفصل الحصاد أو الربيع»، يضم كل منها أربعة أشهر تتزامن مع ارتفاع منسوب مياه نهر النيل وانخفاضه، وقسموا السنة إلى 12 شهرًا، جاءت أسمائها، كالتالي: «توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، بارمهات، بارمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى، نسئ».

كيف بدأت السنة الكبيسة؟

بعد ذلك قسّم المصريون كل شهر إلى 30 يومًا ليكون بذلك مجموع أيام العام 350 يومًا، وأطلقوا عليه «التقويم التحوتي» نسبة إلى المعبود تحوت «توت»، ثم أضافوا شهر صغير «النسيء» يمثل 5 أيام لتزيد السنة إلى 365 يوما، وتعتبر تلك الأيام الخمسة التي ولد فيها الآلهة الخمسة «أوزورويس – إيزيس – نفتيس – ست – حورس»، ثم أضافوا إليها يومًا سادسًا كل أربع سنوات، قدموه هدية للمعبود (تحوت)، الذي علمهم الحروف والكلمات والتقويم.

وفي عهد بطليموس الثالث سنة 238 قبل الميلاد، جرى تصحيح التقويم بإضافة يومًا كل 4 سنوات إلى الخمسة أيام في شهر «النسيء» قبل العام الجديد، وبذلك أصبح العام في التقويم المصري القديم يحتوي على 365 يومًا، إذ يطلق على بعض السنوات «السنوات الكبيسة» وهي تلك التي تكون فيها أيام النسيء 6 أيام بدلًا من 5 أيام.