ظاهرة فلكية تحدث كل عامين ونصف، تضاء خلالها سماء دول العالم من بينها مصر، حيث يُرصد القمر البدر بالسماء اليوم الأربعاء في غضون الساعات الأولى من الشهر، ما يعرف بـ«القمر الأزرق العملاق»، وفق رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، مؤكدا أنّ معظم الأشهر في التقويم الشمسي تضم قمرا بدرًا واحدًا فقط، ولكن خلال شهر أغسطس هذه السنة سيكون هناك اثنان، وبحسب التسمية العامة، فإن القمر البدر الثاني يطلق عليه «القمر الأزرق»، وهي مجرد تسمية؛ علمًا بأنّ القمر لن يتحول إلى اللون الأزرق بل سيبقى لونه الرمادي المعتاد، الذي يشاهد في كل شهر.
القمر الأزرق العملاق مكتسيًا باللون البرتقالي
ومن المتوقع أن تبدأ الظاهرة بشروق القمر الأزرق العملاق من الأفق الجنوبي الشرقي للبلاد مع غروب الشمس، ويُلاحظ أنّه سيكون مكتسيًا بلون برتقاليّ نتيجة الغبار وغيره من العوالق في الغلاف الجوي حول الأرض، التي تبعثر الضوء الأبيض المنعكس عنه، وفق «أبو زاهرة»، أما الطيف الأزرق تتشتت وتتبقى الطيف الأحمر الذي نراه، وبعد أن يرتفع القمر ويبتعد عن الأفق سيظر باللون الأبيض الفضي المعتاد، وسيُشاهد القمر في حالة اقتران مع كوكب زحل والذي يرصد بالعين المجردة في السماء، ويكون عبارة عن نقطة ذهبية ساطعة بجوار القمر، نتيجة وصوله إلى نقطة التقابل منذ أيام بالإضافة إلى وصوله إلى أقرب مسافة إلى الأرض، وسيبقيان في السماء طوال الليل إلى شروق شمس الخميس.
ومن المعروف أنّ القمر الأزرق العملاق هو وصف يطلق على القمر، سواء في الاقتران أو البدر، وذلك عندما تصل المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومترا، إذ يشير هذا المصطلح إلى التسمية العلمية «القمر الحضيض»، والمقصود بها أنّ القمر يكون في أقرب مسافة من الأرض، وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357.340 كيلومترًا، وفق رئيس الجمعية الفلكية بجدة.
إضاءة القمر الأزرق العملاق ستكون أكثر بنسبة 15%
ووفق «أبو زاهرة»، سيكون الحجم الظاهري للقمر الأزرق العملاق أكبر بنسبة 7% مقارنة بأغلب أقمار البدور الشهرية «المتوسط»، وستكون إضاءته أكثر بنسبة 15%، وهو ما يجعل الاختلاف ليس كبيرًا، وبالتالي لن يُلاحظ معظم الناس أي اختلاف بين البدر العملاق والأقمار البدر الأخرى، حتى أن إضاءة القمر الأزرق يمكن أن تتشبب بسهولة بسبب الغيوم أو أضواء الشوارع، والأهم من ذلك أن القمر عندما يكون عاليًا في السماء، ولا توجد هناك نقطة مرجعية تجعلنا ندرك الاختلاف في حجمه الظاهري.
ومن المقرر أن يصل القمر إلى لحظة الاكتمال بزاوية 180 درجة من الشمس عند الساعة 04:35 صباح الخميس بتوقيت مصر ومكة، وعند الساعة 01:35 صباحًا بتوقيت جرينتش، وسيكون القمر أكمل نصف مداره حول الأرض خلال الشهر.
القمر الأزرق العملاق سيكون محدودًا
يذكر أن القمر الأزرق العملاق لن يكون له تأثير ذو أهمية على الكوكب مثل البدور العملاقة التي سبقته، باستثناء على ظاهرتَي المدّ والجزر، وهو أمر طبيعي؛ ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس، يتسبب ذلك في مد وجزر واسع المدى، إذ يرتفع المد العالي على نحو استثنائي، ويحدث أخفض جزر على نحو استثنائي، ونظرًا لأنّ القمر البدر سيقترب قليلًا من نقطة الحضيض، سيُلاحظ إبراز المد في ظاهرة تعرف بـ«المدّ العالي الحضيضي»؛ بسبب الاختلاف المحدود الناتج عن القمر العملاق وبالتالي لن يكون هناك تأثيرًا على توازن طاقة باطن الأرض؛ لأنه يحدث مدًّا وجزرًا كل يوم.
وهذه الظاهرة النادرة، لا يتوقع معها حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي، أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية، علمًا بأنّ هذا الوقت من الشهر القمري مثالي لرؤية الفوهات المشعّة على سطح القمر مقارنة ببقية التضاريس التي تبدو مسطحة وتكون ظلالها قصيرة جدًّا؛ لأن وجه القمر في نور الشمس بالكامل، وفق «أبو زاهرة».