أثار الإطلاق المفاجئ لأحدث الهواتف الذكية الرائدة من عملاقة التقنية الصينية هواوي لعبة تخمين حول العالم بشأن مواصفاته الداخلية.
وبدأت الشركة، التي أصبحت هدفًا لقيود الحكومة الأمريكية الشديدة منذ بضع سنوات، بيع أحدث هواتفها الذكية (ميت 60 برو) Mate 60 Pro مقابل ما يعادل 964 دولارًا أمريكيًا عبر الإنترنت يوم الثلاثاء.
وأثار هذا الأمر الدهشة بشأن قرار الشركة عدم إطلاق أي إعلانات سابقة، كما أثار تكهنات واسعة النطاق بأن يكون الهاتف مما يدعم الاتصال بشبكات الجيل الخامس 5G.
ويوم الجمعة، نشرت وكالة رويترز تقريرًا يوضح ملابسات الأمر:
اعتبارًا من عام 2019، منعت الولايات المتحدة وصول هواوي إلى أدوات صناعة الشرائح الأساسية اللازمة لإنتاج هواتفها الرائدة، وبعد القرار تمكنت الشركة من بيع دفعات محدودة من الهواتف الداعمة لشبكات الجيل الخامس باستخدام الشرائح المخزنة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وجاء قرار العقوبات؛ لأن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ترى في شركة هواوي خطرًا على الأمن القومي، وهو ما تنفيه الشركة.
ودمرت تلك القيود أعمال الشركة التي كانت تتنافس ذات يوم مع آبل وسامسونج لتصبح أكبر صانع للهواتف في العالم، حيث بلغت أعمالها الاستهلاكية ذروتها عند 483 مليار يوان في عام 2020 قبل أن تنخفض بمقدار النصف بعد ذلك بعام تقريبًا.
ولكن هواوي قالت مرارًا إنها لن تستسلم، وأفادت شركات الأبحاث لرويترز في شهر تموز/ يوليو الماضي بأنها تعتقد أن تعود هواوي إلى صناعة الهواتف الذكية الداعمة لشبكات الجيل الخامس بحلول نهاية هذا العام، وذلك بفضل التقدم الذي حققته في أدوات تصميم أشباه الموصلات إلى جانب صناعة الشرائح من شركة تصنيع أشباه الموصلات الصينية SMIC.
وإن تمكنت هواوي والصين من إنتاج شرائح الجيل الخامس الخاصة بهما، فسيمثل ذلك تقدمًا كبيرًا في قدراتهما وضربة لجهود الولايات المتحدة للحد من تقدمها.
وفيما يتعلق بدعم هاتف (ميت 60 برو) شبكات الجيل الخامس، فقد التزمت شركة هواوي الصمت، واكتفت بالقول إنه «أقوى طراز في سلسلة ميت على الإطلاق».
وينشر مشترو الهاتف مقاطع فيديو ويكشفون عن اختبارات السرعة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تشير إلى أنه قادر على توفير سرعات تنزيل تتجاوز تلك الموجودة في هواتف الجيل الخامس الرائدة.
ويحتوي الهاتف على معالج (كيرين 9000إس) Kirin 9000s الجديد من قسم الشرائح (هاي سيليكون) HiSilicon التابع لشركة هواوي، الذي يبدو أنه يستخدم تقنية متقدمة من SMIC، وفقًا لما ذكره (دان هاتشسون)، المحلل في شركة (تك إنسايتس) TechInsights.
وقال (هاتشيسون) إن كانت الشركة استخدمت عمليات التصنيع بدقة 7+ نانومتر أو 5 نانومتر، فمن المرجح أن يكون الإنتاج عملية مكلفة للغاية.
وأدى إطلاق الهاتف الجديد إلى حالة من الجنون لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحكومية في الصين، في حين تسابقت الشركات في جميع أنحاء العالم لوضع أيديها على الهاتف لمعرفة ما بداخله.
وقد تم بيع الدفعة الأولى من الهاتف بسرعة عبر الإنترنت. ويقول متجر هواوي الرئيسي في مدينة شنجن وموقعها الإلكتروني إن المخزونات الجديدة لن تصل قبل حلول منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري.
وكانت صحيفة (جلوبال تايمز) المدعومة من الدولة مبتهجة بالنصر، إذ أشارت في إحدى المقالات الافتتاحية العديدة إلى أن الهاتف أُطلق أثناء زيارة وزيرة التجارة الأمريكية (جينا ريموندو)، ووصفته بأنه دليل على فشل الولايات المتحدة في «حملتها القمعية الشديدة على الصين».
وكان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا مبتهجين، حيث استمرت عمليات البحث الخاصة بشركة هواوي لعدة أيام على منصة التواصل الاجتماعي (ويبو)، وشبهتها بالملك القرد الأسطوري الذي يهرب من تحت الجبل.
وقال العديد من موظفي هواوي إن إطلاق الهاتف فاجأهم، ذلك أنه كان من المقرر إطلاقه رسميًا في 12 أيلول/ سبتمبر.
وقالت (نيكول بينج)، نائبة الرئيس الأول لشؤون الأجهزة المحمولة في شركة التحليلات (كاناليس) إنه سيكون من المهم بالنسبة لشركة هواوي تقديم توضيحات بشأن تقنيتها، نظرًا إلى المستوى العالي من اهتمام السوق.