| سر ظهور زبد البحر في بورسعيد.. ظاهرة تناولها القرآن وفسر العلم أسبابها

زبد البحر في بورسعيد، من الظواهر الطبيعية البارزة خلال الساعات الماضية، مع تداول عدة صور لشواطئ المدينة الباسلة، تكشف ظهور رغوة بيضاء رقيقة تحتوي على ملايين الفقاعات، بالقرب من سطح الشاطئ، ليربطها كثيرون بزبد البحر، الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية. 

تفسير ظاهرة زبد البحر في بورسعيد

وعن سر ظهور زبد البحر في بورسعيد، يقول الدكتور طارق عثمان، عميد معهد علوم البحار بالإسكندرية، أن هذه الظاهرة تم تناولها بالقرآن الكريم في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: «أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ».

وبحسب عميد معهد علوم البحار بالإسكندرية، تشير الآية إلى قانون فيزيائي معروف لدى علماء الفيزياء، وهو قانون الكثافة، إذ تغوص المادة الأثقل إلى الأسفل بفعل الجاذبية الأرضية، أما المادة الأخف فترتفع إلى الأعلى، ويمكن تسريع هذه العملية باستخدام الحرارة، لذلك تقوم المعامل عن طريقها بصهر الحديد الخام لتنقيته من الشوائب، فبعد رفع درجة الحرارة إلى حد معين تبدأ الشوائب الموجودة مع الحديد بالتحرك للأعلى وتشكل رغوة أو «زبد» يتم تصريفه من فتحات خاصة.

ويتجمع الحديد الصافي في الأسفل، وهذه الخاصية تنطبق على جميع المواد في الطبيعة، وقد أشار القرآن إلى هذه العملية بقوله تعالى: (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ).

ما هي ظاهرة زبد البحر؟ 

عن تفسير ظاهرة زبد البحر في بورسعيد، بناء على ما تم ذكره بالقرآن، أوضح الدكتور طارق عثمان، أنه مع دراسة تشكل الرغوة الناتجة عن البحار أو السيول، لا بد من التأكيد على أنه مع نسمات الهواء الزبد يذهب ويتطاير ويجفّ، لأنه أساسا عبارة عن رغوة خفيفة أو فقاعات هواء.

وزبد البحر هي ظاهرة معقدة تحدث في جميع البحار نتيجة امتزاج شديد لما تحمله مياه البحر من شوائب ومواد عضوية وأملاح ونباتات ميتة وأسماك متعفنة، مما يؤدي لتشكل رغوة خفيفة جدا، لكنها تمتد أحيانا لمسافة 50 كيلو مترا.

ويفسر العلماء هذه الظاهرة، بأنها تشبه وضع كمية من الحليب في الخلاط وخلطه بسرعة فتتشكل رغوة، لا تلبث أن تتبدد في الهواء، وكلما كانت حركة الأمواج أعنف، كانت كمية الزبد أكبر وأخفّ، بحسب تأكيد عميد معهد علوم البحار بالإسكندرية. 

والزبد لا يتشكل إلا في حالة الحركة السريعة التي تحدث نتيجة إعصار أو نتيجة السيول العنيفة، وتتشكل دائما على سطح الماء في الأعلى، ويعد وزن هذه الرغوة أو الزبد خفيف جداً ويتطاير في الهواء مثل البخار، فكمية صغيرة من الماء تكفي لتشكيل كمية كبيرة من الزبد، أي أن الزبد ليس له قيمة أو وزن أو فائدة.