خلال كلمة الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان في جلسة التحديات والفرص ضمن المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية 2023، بحضور وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال إنّ الأمل هو تحقيق التوازن بين السكان والتنمية للوصول إلى الاهتمام بالخصائص والرفاهة الاقتصادية والاجتماعية لكافة المواطنين.
وزير الصحة يستشهد بكتاب «شخصية مصر»
واستشهد «عبدالغفار» في حل قضية السكان بكتاب «شخصية مصر» للمؤلف جمال حمدان، الذي تحدث في دراسته عن عبقرية المكان في سبعينيات القرن الماضي، وذكر قضية السكان وتناولها على نحو فريد قائلًا: «ما من مشكلة في مصر إلا ومشكلة السكان طرف أساسي فيها، إنّها القاسم المشترك الأعظم والعامل القاعدي الجذري في كل مشاكل مصر، ومن هنا فلا حل لأي مشكلة في مصر ما لم يبدأ من مشكلة السكان».
وخلال قراءة في كتاب «شخصية مصر» وتحديدًا في باب التجانس البشري، تطرق المؤلف إلى باب السكان ولفت خلاله إلى أنّ كثافة السكان لها وقع مؤكد على العوامل البشرية كافة، خاصة أنّ ضغط السكان التقليدي البالغ جعل من الزراعة المصرية تكون باطراد متزايد مع زراعة غذاء في الدرجة الأولى، وزراعة تجارة أو زراعة نقدية في المحل الثاني فقط، بمعنى أنّ المحاصيل الغذائية لاسيما منها عدد محدود بالضرورة من المحاصيل الأساسية، وهي التي تستولى على السواد الأعظم من الرقعة المزروعة، كما أنّ كثافة السكان واردة بالضرورة أو الحتم خاصة في حالة القمح، وإن وردت فقد تكون مضطربة متعثرة أو واهية للغاية.
كما تناول الكتاب خلال الفصل الـ37 بعنوان «كثافة بلا هجرة: سكان مصر»، التركيب الديموجرافى لسكان مصر والثورة الديموجرافية مع بداية القرن التاسع عشر وجذورها ومراحلها وأسبابها والكثافة أو ما يطلق عليه «الغلاف البشري» دواعيها وأسبابها، بالإضافة إلى متابعة الكاتب مراحلها وتغيراتها، ليختتم الفصل بما يطلق عليه بروفيل مقارن الذي أجرى عليه عددًا من المقارنات الموحية الدالة بين مصر، بريطانيا واليابان من حيث الكثافة ودواعيها منتهيًا إلى وجود درجة من التقارب بينها خاصة من حيث تتابع مراحل النمو الديموجرافي.
النسخة الأولى صدرت في 1967
وصدر كتاب شخصية مصر بصياغته الأولى عام 1967م في نحو 300 صفحة من القطع الصغير، ثم تفرغ «حمدان» لإنجاز صياغته النهائية لمدة 10 سنوات، ليصدر مزيدًا ومنقحًا في 4 مجلدات بين عامي 1981 و1984.
وتكمن أهمية كتاب «شخصية مصر وعبقرية المكان» في الحديث عن مصر جغرافيًا، وسكانيًا، إذ يُلاحظ القارئ أنّ الكتاب لا يشرح فقط، بل يحلل وينقد التاريخ والسلوكيات والسياسة على مدار تاريخ مصر، فالجغرافيا كمنطلق لدارسة مصر بهذا الشكل التحليلي المكثف هو أمر مختلف لم نعتد عليه.