بينما كان يسير طائر بجع في أحد شوارع مدينة العين السخنة، صدمه قائد سيارة يسير بسرعة جنونية، ومن بعيد يقف شاب يُدعى حسين النحاس رأى المشهد فهرول إلى مكان الحادث وحمل الطائر وذهب به إلى غرفته الخاصة ليبدأ رحلة علاجه، ومن هنا نُسجت أولى فصول الصداقة الوطيدة التي جمعت هذا الشاب بذاك الطائر.
علاقة صداقة بين شاب وطائر بجع
حسين النحاس، يعمل مديرًا لإحدى القرى السياحية بمدينة العين السخنة، نشأت بينه وبين طائر البجع الذي أطلق عليه اسم «ذكي»، علاقة صداقة وطيدة، قلما تنشأ بين إنسان وطائر؛ إذ يسير الأول فيمشي الثاني خلفه، ويستمتعان معًا بمياه البحر، ولا يأكل إلا من يده، ويبتسم «حسين» لسعادة «ذكي»، ويحزن الطائر لحزن صديقه ويحاول التخفيف عن آلامه.
«النحاس» يقول ساردًا حكايته وطائره المقرب، واسمه «ذكي»: «لما صدمته عربية جريت عليه عشان أشوفه، والناس كلهم كانوا مفكرين إنه توفى، شلته من فوق الأرض وجريت على الغرفة اللي أنا ساكن فيها، وبدأت محاولات إني أعرف إيه اللي حصل له، ومكانش ليا قبل كده أي علاقة بالطب البيطري لكن الموضوع كله جه بطريقة قدرية».
العلاج المناسب لـ طائر البجع
اكتشف «حسين» أن طائر البجع أصيب بكسر في جناحه، وهو ما دعاه إلى البحث عن مربي الحيوانات والطيور، لسؤالهم عن العلاج المناسب لطائر البجع، وسرعان ما بدأ الطائر «ذكي» يستعيد عافيته، لتبدأ العلاقة بينهما في التطور نحو الألفة والمودة: «لما بدأ يسترد عافيته لقى إن أقرب شخص له هو أنا، ومن وقتها وبقيت بالنسبة له زي الأب والأم، وبدأت أتكلم معاه، لغاية ما وصلت العلاقة بيننا أنه كان رافض ياكل من إيد أي شخص غيري، أصدقائي بيحاولوا معاه وهو بيرفض ياكل غير وأنا موجود».
أُطلق عليه اسم «ذكي»
أطلق «حسين»، اسم «ذكي» على ذكر البجع، والسبب في اختيار هذا الاسم هو ذكاء الطائر وقدرته على فهم وتنفيذ واستيعاب ما يطلبه منه، قائلَا: «لما بحس إني متضايق أو حزين بلاقيه علطول بيحس بيا وبيجي يلعب في شعري وبيحاول يخفف عني ويرخجني من حالة الحزن اللي أنا عايش فيها، ولما بطلب منه أي حاجة بيستوعب الكلام وينفذه، هو بيفهم أنا بقول إيه من غير مجهود، علشان كده سميته ذكي، ولو شاف أي حاجة غريبة في القرية السياحية يصرخ بصوت عالي علشان ينبه الجميع إن في خطر في المكان».
الاستمتاع معًا بمياه الشاطئ
يقيم «حسين» بالعين السخنة، وهي إحدى المدن السياحية المصرية، وعند نزوله إلى الشاطئ يسرع «ذكي» إلى اللحاق به، ويقضيان وقتًا ممتعًا مستمعين بمياه البحر الصافية، وسط إعجاب المصطافين: «بخرجه وبفسحه وبنعمل أنشطة كتير سوا، وبجري على الشاطئ وبيجري ورايا، وأحيانًا بيصحيني من النوم، العلاقة غريبة بس ده اللي حصل فجأة بيني وبينه».
نشر يوميات «حسين وذكي» على مواقع التواصل الاجتماعي
يعيش «ذكي» في غرفة داخل منزل صديقه الشاب حسين النحاس، وهو المنزل الكائن على إحدى شواطئ مدينة العين السخنة، وبدأ «حسين» في نشر تفاصيل الصداقة الوطيدة التي تجمعه بطائر البجع على مواقع التواصل الاجتماعي بالصدفة، موضحًا: «نشرت أول مقطع فيديو عن العلاقة القوية التي بيننا، وحين تجاوبت الناس معي وشعرت أنهم سعداء، بدأنا نصور وننشر فيديوهات باستمرار».
رواد مواقع التواصل الاجتماعي: «سبحان مؤلف القلوب»
تفاعل العديد من متابعي «حسين وذكي» على مواقع التواصل الاجتماعي و«تيك توك»، معبرين عن إعجابهم بالصداقة القوية بين إنسان وطائر، وعلق العديد قائلًا: «سبحان مؤلف القلوب»، «سبحان الله»، «البجعة طائر ذكي والعلاقة بينهم حلوة، أنا كنت مبسوط وأنا بتفرج وبشوف الفيديوهات والعلاقة اللي بينهم».