تحتفل منظمة الصحة العالمية في العاشر من سبتمبر من كل عام باليوم العالمي لمنع الانتحار بهدف التوعية بمخاطره، إذ تشير التقديرات إلى أنّ هناك أكثر من 700 ألف شخص حول العالم ينهون حياتهم سنويًا، وتضع المنظمة هذا العام موضوع «إحياء الأمل عن طريق العمل»، وهو الموضوع الرئيسي الذي يتكرر كل ثلاث سنوات لليوم العالمي لمنع الانتحار خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2023.
مرضى الاكتئاب والفصام والمراهقين أكثر الفئات عرضة لإيذاء النفس
وفي اليوم العالمي لمنع الانتحار، أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أنّ الشباب في مرحلة المراهقة هم أكثر فئة تُقدم على إيذاء نفسها، ويطلق عليهم في هذه الحالة المراهق العصابي، ويكون عبارة عن شاب أو فتاة دائمًا ما يشعر بالتوتر والعصبية ويقع تحت ضغط نفسي تدفعهم لإيذاء نفسهم، إذ دائمًا ما يُنصح عند التعامل مع هذه الفئات بالحرص على تقليل الضغوطات سواء من الناحية التعليمية أو المادية، والتخفيف من وطأة الضغوط بالحديث معهم ومناقتشهم واصطحابهم.
وأضاف «فرويز» خلال حديثه لـ«» أنّ مريض الاكتئاب أيضًا من بين الفئات التي تُقدم على إيذاء نفسها، وفي هذه الحالة يجب التعامل معه على أنّه يعاني من مرض عضوي في المخ يحتاج إلى علاج مع طبيب يصف له بعض الأدوية التي تناسب حالته، والابتعاد عن تقديم نصائح من نوعية: «حاول تسافر وتشتغل وتلهي نفسك أو تقرأ كتاب»، فإنّ مثل هذه النصائح لا تُجدي نفعًا.
ويندرج مريض الفصام أيضًا بين الفئات التي تميل إلى إيذاء نفسها، خاصة وأنّ هذا المريض يعاني عادة من هلاوس سمعية من النوع الهلاوس الآمرة تجبره على التخلص من حياته أو من حياة الآخرين، بحسب «فرويز» الذي أكد أن علاجات الأمراض النفسية لا تندرج تحت فئة الإدمان أو التعودية، وإنما توصف بأمر الطبيب المُشرف على الحالة.
وينصح استشاري الطب النفسي إذ تصادف وجود شخص من أقاربك أو أصدقائك أو في دائرة معارفك يميل إلى الأفكار الانتحارية ضرورة التوجه به إلى طبيب متخصص، ومن ثم ينقله الطبيب إلى المستشفى ليخضع إلى بروتوكول «مريض الانتحار» الذي يتعامل مع أي فكرة انتحارية بالدخول الإلزامي للمستشفى، وهناك يخضع لجلسات الكهرباء: «الجلسات دي مش تعذيب، لكن إحنا بنظبط كيمياء المخ بصورة سريعة وبعدين أكمل العلاج بتاعي، وبيكون ده أفضل من إني أبدأ بالأدوية اللي عادة بتاخد وقت طويل».
وعند تواجد المريض داخل المستشفى، يظل الممرض أو الممرضة مُلاصقًا له طوال فترة إقامته لعدم إيذاء نفسه، ويوضع داخل غرفة مجهزة للجلسات، تخلو تمامًا من أي مواد يمكن أن يستخدمها المريض لإيذاء نفسه مثل الأدوات الحادة والأحبال وخلافه، وبعد الخضوع لنحو جلستين أو ثلاثة جلسات تبدأ هذه الافكار الانتحارية في الاندثار شيئًا فشيئًا.
الرابطة الدولية أرست اليوم العالمي لمنع الانتحار في 2003
وكانت الرابطة الدولية لمنع الانتحار قد أرست اليوم العالمي لمنع الانتحار في عام 2003 بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية.
ويهدف يوم 10 سبتمبر من كل عام إلى تركيز الانتباه على هذه المسألة، والحد من الوصم وزيادة الوعي بين المنظمات والحكومات والجمهور، لتوجيه رسالة واحدة مفادها أنه يمكن منع الانتحار.
ويشكّل الموضوع الذي وضعته منظمة الصحة العالمية وهو «إحياء الأمل عن طريق العمل» دعوة قوية للعمل وتذكيرًا بأنّ هناك بديلاً للانتحار وأننا قادرون من خلال أعمالنا على بث الأمل وتعزيز المنع، إذ أشارت المنظمة إلى أنّه من خلال إحياء الأمل عن طريق العمل، يمكن أن نرسل إلى الأشخاص الذين يعانون من الأفكار الانتحارية إشارة تفيد بأن الأمل موجود وأننا نهتم بتقديم الدعم إليهم، بل ونرغب في ذلك، كما أن هذا الشعار يبيّن أن أعمالنا، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، قد تشيع الأمل لدى أولئك الذين يكابدون هذه الأفكار.