بملامح رسم عليها الحزن بجدارة، وعينان امتلأتا بالدموع، ظهر طفل لا يتجاوز الـ8 سنوات، وبنبرة مرتعشة تحدث عن وفاة أهله في زلزال المغرب، الذي وقع فجر أمس السبت، بقوة تصل إلى 7 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من المواطنين، وتضمن الزلزال عدة مشاهد قاسية وصفها رواد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها تحبس الأنفاس، وكان آخرها ظهور الطفل باكيًا وسط ركام الزلزال متحدثًا عن وفاة أسرته.
مشهد تدمى له القلوب لطفل مغربي
شهد المغرب فجر أمس، زلزالا عنيفا إذ انتشرت مشاهد وقصص تدمي القلوب لعائلات فقدت أحباءها في تلك الكارثة التي أودت بحياة الآلاف منهم، ودمرت قرى ومدن في مختلف مدن المغرب، وكان من بين تلك المنازل بيت الطفل الصغير الذي ظهر في مشهد محزن، انتشر خلال الساعات الماضية، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
مشهد محزن لطفل فقد والديه واخوته وجدته في #الزلزال الذي حدث امس في #المغرب بمدينة مراكش
لاحول ولا قوة الا بالله ادعو لهم بالرحمه ????#زلزال_المغرب #اغادير #مراكش #زلزال #ثوب_العربي_خط_احمر pic.twitter.com/44fElTR8Wf
— توباكو (@tobaco999) September 9, 2023
آثار الزالزل المدمر لا تزال على وجه الطفل البريء، الذي استطاع أن يخطف قلوب الملايين من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تحدث بحسرة كبيرة خلال مقطع فيديو لا تتجاوز مدته عدة دقائق عن عائلته التي فقدها في تلك الكارثة المدمية: «أمي وإخواتي وجدتي ماتوا في الزلزال»، مؤكداً أنه لم يبق لديه سوى والده وعمه وجده بعد أن فقد باقي أسرته.
كارثة زلزال المغرب
«كارثة.. ضحايا.. أحزان.. حداد»، تلك هي المشاهد الناتجة عن كارثة زلزال المغرب المدمر الذي خلّف آلاف الضحايا والمصابين، إذ نشر الجيش المغربي وحدات متخصصة مكونة من فرق بحث وإنقاذ ومستشفى طبي في الأماكن المتضررة من الزلزال، وأعلن الجيش المغربي عن نشر طائرات ومروحيات ومراكز لوجستية لدعم المتضررين من الزلزال، وأطلقت السلطات المغربية عملية واسعة لإيصال المساعدات للمناطق المتضررة تتضمن شاحنات محملة بالأغطية وأسرة المخيمات ومعدات الإضاءة.
وأوضح عيد الطرزي، أستاذ علوم الزلازل والكوارث الطبيعية بالجامعة الهاشمية في الأردن، أن قوة زلزال المغرب تعادل 25 قنبلة نووية، من ناحية كمية التفجير التي تسببها هذه القنابل، مشيرا إلى أن زلزالاً بقوة 7 درجات على مقياس ريختر «قوي للغاية»، وقادر على إنتاج تسارع أرضي في بؤرة الزلزال، يتراوح بين 200 إلى 300 سم مربع في الثانية، وهو قادر على تدمير المنشآت، خاصة تلك التي لم تصمم بشكل مقاوم للزلازل، ولم تكن أساساتها مدروسة بشكل جيد من الناحية الجيولوجية والطبوغرافية، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء.
مساعدات أبناء المغرب لذويهم متضرري من الزلزال
وانتفض أبناء الشعب المغربي، منذ الساعات الأولى من وقوع الزلزال، لدعم المتضررين منهم جراء الزلزال الذي ضرب المغرب فجر السبت، وبلغت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر، وإيصال المساعدات اللازمة إليهم، إذ عمل فريق من عناصر الوقاية المدنية المغربية في الساعات الأولى من صباح السبت وبسرعة فائقة على تحميل الشاحنات من أجل إيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن إلى السكان المتضررين من الزلزال.
وكذلك نجوم المنتخب المغربي، الذين كانوا يستعدون للدفاع عن منتخب بلادهم أمام ليبيريا أمس السبت، في الجولة الختامية للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، قبل أن تتأجل المباراة، إذ توجه لاعبو أسود الأطلس بشكل فوري إلى مركز الدم في مدينة أغادير، من أجل التبرع بالدم لفائدة المتضررين من الزلزال المدمر، حيث شارك جميع اللاعبين في الحملة، كما قام لاعبو فريق الرجاء المغربي بالتبرع بالدم في المستشفى الجامعي محمد السادس بالدار البيضاء، وناشدوا المواطنين بضرورة التبرع بالدم خاصة المتواجدين بالأماكن القريبة من المناطق المنكوبة، تجسيدا لقيم التضامن في المجتمع المغربي، بعد الكارثة التي أصابت البلاد خلال الساعات الماضية.