قمة العشرين.. توافق رغم الخلافات والبرازيل تتسلم الرئاسة

تسلمت البرازيل، اليوم، رئاسة مجموعة العشرين من الهند التي نجحت في تحقيق توافق في الآراء، بعد اجتماعات مكثفة، نتج عنها «إعلان مشترك» لقادة المجموعة، تجنب إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه دعا جميع الدول إلى الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة سعيًا للاستيلاء على الأراضي، حسبما أكد مسؤول أوروبي مطلع على المناقشات.

وسلم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في ختام القمة السنوية التي عقدت في نيودلهي، مطرقة رئاسة مجموعة العشرين إلى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.

خلاف حول أوكرانيا

وأقر قادة المجموعة المشاركين في القمة، بوجود اختلاف في وجهات النظر بشأن الوضع القائم في أوكرانيا، لكنهم دعوا إلى تنفيذ اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، التي تهدف إلى ضمان التدفق الآمن للحبوب، والأغذية، والأسمدة من أوكرانيا وروسيا.

وأشادت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، بإعلان القمة الذي سلط الضوء على المعاناة الإنسانية التي سببتها الحرب في أوكرانيا، كما تطرق إلى ملفات تغير المناخ والطاقة والغذاء.

ووصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الإعلان في تصريحات للصحافيين بأنه «جيد جدًا» بعد دفاعه عن «مبدأ وجوب امتناع الدول عن التهديد أو استخدام القوة للاستيلاء على الأرض بما يتنافى مع وحدة أراضٍ أو سيادة أو استقلال أي دولة».

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الإعلان المشترك «يؤكد عزلة روسيا»، وأن «المجموعة ليست المكان الذي يمكن فيه تحقيق تقدم دبلوماسي بشأن أوكرانيا».

وأضاف في مؤتمر صحافي، أن إعلان مجموعة العشرين «لا يمثل نصرًا دبلوماسيًا لروسيا التي خرجت من القمة منعزلة».

انتقاد أوكراني

وفيما أشادت ألمانيا وبريطانيا بالإعلان، وصفته أوكرانيا بأنه «ليس أمرًا يدعو للفخر»، منتقدة النص بسبب عدم ذكر موسكو.

من جهته، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قمة العشرين بـ«الناجحة»، مشيرًا إلى أن «المجموعة تشهد إصلاحًا داخليًا، ويتجلى ذلك بالدرجة الأولى في الزيادة الملموسة في نشاط أعضاء المجموعة من منطقة الجنوب العالمي الذين عملوا بوضوح وإصرار، مع الدور القيادي للهند، على أخذ مصالحهم بعين الاعتبار في الاتفاقيات التي بحثتها المجموعة، ونجحت في تضمينها بالإعلان».

ولفت لافروف، في مؤتمر صحافي، إلى أن «الموقف الموحد للجنوب العالمي في الدفاع عن مصالحه المشروعة، أسهم إلى حد بعيد في إفشال محاولة الغرب الـ(أوكرنة)؛ ويقصد طغيان الملف الأوكراني على جدول الأعمال بأكمله، على حساب بحث المشكلات الملحة للبلدان النامية».

نتائج مثمرة

جاء التوافق بين دول المجموعة، مفاجئًا نظرًا للانقسام الشديد في المجموعة بشأن الحرب في أوكرانيا، إذ سعت بلدان الغرب إلى تنديد قوي بحرب روسيا في الإعلان، بينما طالبت بلدان أخرى بالتركيز على القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقًا، بحسب وكالة «رويترز».

وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي، الأحد، إن «القيادة القوية للهند مكنت قادة دول المجموعة من تحقيق توافق في الآراء خلال المناقشات المكثفة بشأن إعلان القمة».

وذكر المسؤول، وهو على دراية بمحادثات قمة مجموعة العشرين، أن «الرئاسة الهندية كانت قوية للغاية، وبعد مفاوضات مكثفة، كانت النتيجة المتفق عليها بالإجماع مثمرة للغاية»، معتبرًا أن «هذا الأمر لم يكن ليحدث لولا قيادة الهند».

واعتبر أن «روسيا تجد نفسها أكثر عزلة بعد القمة»، موضحًا أنه «كان ينبغي أن يجلس الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين على الطاولة ويستمع إلى انتقادات الزعماء الأوروبيين والعالميين، لكنه اختار عدم الحضور».

الصين وأوروبا

وعلى هامش القمة، دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى «الاتحاد والتعاون بين بكين وبروكسل»، مشددًا على أن «منع الأخطار لا يحول دون التعاون».

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إن لي تشيانج حث الاتحاد الأوروبي على «توفير بيئة غير تمييزية للشركات الصينية».

وأضاف أن «الصين ترغب في تعزيز الحوار والتعاون في مجالات مثل الطاقة النظيفة والتمويل الأخضر».

وقال تشيانج، إنه «على الصين والاتحاد الأوروبي مواصلة الاتحاد والتعاون، واستخدام استقرار العلاقات بين الجانبين للتحوط في مواجهة ضبابية الوضع العالمي».

من جهتها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية في منشور على X (تويتر سابقًا)، اللقاء مع تشيانج بـ«الصريح»، مؤكدةً أن «الصين تلعب دورًا رئيسيًا في الجهود المشتركة من أجل إيجاد حلول للمشكلات العالمية».

وأعربت أورسولا فون دير لاين، عن أملها في أن تلعب بكين «دورًا إيجابيًا من أجل تحقيق السلام العادل والدائم في أوكرانيا». وأضافت: «أتطلع إلى تحقيق تقدم ونتائج ملموسة».