يرغب البعض في إخراج الصدقة عن روح المتوفى، من أجل إهداء الثواب له بعد وفاته، إلا إن البعض يتساءل حول مشروعية ذلك الأمر، وإلى من يذهب ثوابه، إلى جانب العديد من الأمور التي تدور حول هذه المسألة، الأمر الذي يمكن إيضاحه عبر معرفة الجواب الصحيح من الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية.
هل تجوز الصدقة الجارية على الميت؟… دار الإفتاء تجيب
يحتاج المسلمون إلى معرفة ثواب الصدقة الجارية على الميت، إذ كانت تذهب إلى المتوفي أم لا إذ ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية مضمونه «هل يجوز عمل صدقة جارية عن الميت؟ وهل ثواب هذه الصدقة يرجع بالنفع على الميت؟» فجاء الجواب على النحو التالي:
الجواب
من المقرَّر شرعًا جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها إليه؛ وقد وردت جملة من الأحاديث النبوية الشريفة تدلُّ على ذلك؛ منها: ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا». متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ سعد بن عبادة رضي الله عنه توفِّيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». أخرجه البخاري.
جواز الصدقة على الميت
يمكن للمسلم من خلال التبرع بالصدقة للميت، الأمر الذي يساعدهم في الآخرة ويرجع الثواب لهم فقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية، منها ما روى عن الحافظ ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” (5/ 390، ط. دار المعرفة): [وفي حديث الباب من الفوائد: جواز الصدقة عن الميت، وأن ذلك ينفعه بوصول ثواب الصدقة إليه ولا سيما إن كان من الولد، وهو مخصص لعموم قوله تعالى ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]] اهـ.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ». أخرجه مسلم.يقول الإمام النووي -عند شرحه للحديث- في “المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج” (11/ 84، ط. دار إحياء التراث العربي): [وفي هذا الحديث: جواز الصدقة عن الميت، واستحبابها، وأن ثوابها يصله وينفعه، وينفع المتصدق أيضًا، وهذا كله أجمع عليه المسلمون] اهـ.
وقال الإمام الزيلعي في “تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق” (2/ 83، ط. الأميرية): [الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره عند أهل السنة والجماعة؛ صلاة كان أو صومًا أو حجًّا أو صدقة أو قراءة قرآن أو الأذكار، إلى غير ذلك من جميع أنواع البر، ويصل ذلك إلى الميت وينفعه] اهـ.
أوجه الصدقات الجارية
تعد أفضل الصدقات الجارية، هي سقية الماء عن طريق حفر بئر أو إجراء نهر، لما رواه الإمام أحمد عن سعد بن عبادة- رضي الله عنه قال: قلت: «يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء».
وهناك أوجه أخرى للصدقات، قد أشارت إليها دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني، وهي:
– طباعة المصاحف.
– كتب العلم النافع.
– بناء المساجد، المدارس، المستشفيات، المقابر للمحتاجين.
– الإسهام في المشروعات القومية عن طريق توصيل الماء والكهرباء والخدمات للمحتاجين والفقراء.