العاصفة دانيال
سرعات رياح عالية هبّت على المحافظات منذ الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، تسببت في إثارة الرمال والأتربة، كما ساعدت على تقليل ساعات ظهور أشعة الشمس، وأدت إلى نشاط الرياح التي تعمل على تقليل الإحساس بحرارة الطقس، ما أثار تساؤل المواطنين عن ما هي عاصفة دانيال؟ وكيف تؤثر على مصر؟
ما هي عاصفة دانيال؟
الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أجابت على سؤال ما هي عاصفة دانيال، موضحة أنّها منخفض جوي متعمق بشكل كبير على البحر المتوسط، وبمجرد تعمق هذا المنخفض يستمد طاقته من البحر المتوسط، ومع وجود امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا، بدأت سرعات الرياح تزيد، ليتحول من مجرد منخفض جوي متعمق إلى عاصفة مدارية أو عاصفة استوائية.
وأضافت «غانم» في حديثها لـ«» أنّ هذه العاصفة الاستوائية عندما تزيد سرعتها عن قيمة معينة، يمكن أن تصل إلى الفئة الأولى من الأعاصير Mediterranean أي إعصار متوسطي، إذ تتكون الأعاصير على المحيطات عندما تتجاوز درجات الحرارة 27 درجة مئوية، وتكون لها فئات من الأولى إلى الخامسة، وتكون الأولى أقل حدة والخامسة أشدّها، طبقًا لسرعات الرياح المُصاحبة للإعصار.
وتقول عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، إنّ العاصفة دانيال وصلت سرعاتها في بعض الأماكن إلى إعصار متوسطي، لكن ليس بقوة الأعاصير التي تتكون على البحر المتوسط، نتيجة لوجود البخار بشكل كبير، ما سبب عنف في الحالة الجوية، بسبب طاقة المنخفض التي اكتسبها من الطاقة الحرارية الموجودة على البحر المتوسط والمسؤولة بشكل رئيسي عن تغذية المنخفض الجوي، إلا أنّ المنخفض بمجرد وصوله إلى سطح الأرض يفقد كامل طاقته.
وأشارت «غانم» إلى أنّ العاصفة دانيال بمجرد وصولها إلى مصر تحولت إلى منخفض جوي ضعيف جدًا فقد كامل قوته، في حين يستمر تأثير هذا المنخفض الجوي على كل المحافظات اليوم الثلاثاء، ثم يضعف تدريجيًا يوم الأربعاء، أما يوم الخميس يبدأ تأثير المنخفض الجوي يتلاشى تمامًا، ويستمر الانخفاض في درجات الحرارة حتى منتصف الأسبوع المقبل.
ويتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية، سقوط أمطار متفاوتة الشدة اليوم على شمال البلاد تمتد خفيفة إلى مناطق من القاهرة الكبرى، كما تنشط الرياح مثير للرمال والأتربة على مناطق من شمال الصعيد ومدن القناة وشمال محافظة البحر الأحمر.
تأثير العاصفة دانيال على الدول
تسببت العاصفة دانيال التي ضرب عديد من المناطق والمدن في شمال وشرق ليبيا، في سقوط أمطار غزيرة، ما أدى إلى تدمير المنازل والطرق، ووفاة المئات، وفرض السلطات الليبية حظر التجوال، وأعلنت حالة الطوارئ وأغلقت المدارس والمؤسسات العامة، كما تم إغلاق أربع محطات نفط رئيسية مؤقتًا.
وأدى تساقط الأمطار التي تقدر بنحو 250 ملم (10 بوصات) في غضون ساعات قليلة، إلى فيضانات واسعة النطاق وانهيارات طينية خطيرة، إذ تسببت العاصفة في إحداث دمارًا في البنية التحتية لبعض المناطق، وبالتالي انقطاع التيار الكهربائي وجرف الطرق والجسور. كما تعرضت المدارس والمستشفيات لأضرار جسيمة.
وضربت العاصفة دانيال اليونان وتركيا وبلغاريا خلال الأسبوع الماضي، وارتفع عدد القتلى إلى 15 قتيلًا بحسب فرق الإنقاذ اليونانية جراء أشد عاصفة ممطرة تشهدها البلاد منذ بدء تسجيلها في عام 1930.
وقد أدت العاصفة دانيال أيضًا إلى انهيار المنازل والجسور في اليونان، كما دُمرت المدارس والطرق وأعمدة الكهرباء، وغرقت الحيوانات، وماتت المحاصيل في سهل ثيساليا الخصب.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت مناطق متفرقة من العالم ظواهر مناخية متطرفة، تمثلت في حدوث فيضانات في الدول الاسكندنافية وجنوب شرق أوروبا وهونغ كونغ. كما كان شهر أغسطس أكثر الشهور المسجلة جفافا في الهند منذ أكثر من قرن.