إعصار مدمر ثم فيضانات قضت على الأخضر واليابس، كارثة عاشتها ليبيا منذ عدة أيام، وما زالت آثارها مستمرة بسبب العاصفة دانيال التي أودت بحياة 2800 شخص، وتضامنت العديد من دول الشرق الأوسط معها، كما أعلنت مصر الحداد لمدة 3 أيام تضامنا مع الشعب الليبي.
لم تسلم العديد من الدول والمناطق على كوكب الأرض من الأعاصير والكوارث الطبيعية، حيث وقعت من قبل في مناطق متفرقة من العالم، راح ضحيتها مئات الآلاف، وأعاد إعصار ليبيا إلى الواجهة إعصار ضرب باكستان، ووصل عدد الضحايا إلى 500 ألف شخص، بل أدت بعض الأعاصير إلى ظهور دول جديدة، ففي عام 1911، شهدت باكستان الشرقية، والمعروفة حاليًا بـ«بنجلاديش»، إعصارا مدمرا أدى إلى وفاة 120 ألف ضحية.
وبعد إعصار بنجلاديش بـ6 سنوات، شهدت المنطقة ذاتها إعصارًا آخر أدى لوفاة ما لا يقل عن 70 ألفًا، وفي عام 1962 ضرب إعصار «هاريات» تايلاند وبنجلاديش، وأدى إلى وفاة 50 ألف شخص، بحسب ما نشرته «العربية».
إعصار بولا المدمر يضرب باكستان
وفي عام 1970 اهتزت بنجلاديش، التي كانت وقتها جزءًا من باكستان، وتعرضت لإعصار «بولا المدمر»، وكانت نتائجه قوية، حيث تسبب في وفاة مئات الآلاف، وكانت انطلاقته في الأول من شهر نوفمبر، حيث ظهرت العاصفة الاستوائية «نورا» فوق بحر الصين الجنوبي، واستمرت لمدة 4 أيام.
منخفض يتحول إلى إعصار مدمر
بقايا ما حدث أدى إلى تطور منخفض آخر عند خليج البنغال بحلول يوم 8 نوفمبر من العام نفسه، وبدأ المنخفض في التحرك ناحية الشمال، ورجّح معهد الأرصاد الجوية الهندي أن المنخفض سيتحول إلى إعصار مدمر جديد.
يوم 11 نوفمبر من العام ذاته، اندلع الإعصار وبلغت سرعة الرياح حينها ما بين 185 و240 كيلومترا في الساعة، ثم وصل في اليوم التالي الإعصار للساحل الشرقي لباكستان، ثم بدأت بالتراجع بعد يوم 13 نوفمبر على بعد 100 كيلومتر من مدينة أجارتالا الهندية.
استقلال بنجلاديش عن باكستان
أسفر هذا الإعصار عن وفاة حوالي 300 ألف شخص، ورجحت بعض المصادر أن عدد الوفيات وصل إلى نصف مليون شخص، وبسبب ذلك، صُنف إعصار بولا ضمن قائمة أعنف الكوارث الطبيعية في التاريخ، وبعد الإعصار والكوارث، وقعت بعض الأحداث السياسية نتيجة لعدم تمكن باكستان من التعامل السليم مع الإعصار، ونتج عنها استقلال بنجلاديش بشكل رسمي عن باكستان، وأصبحت دولة ذات حكم ذاتي.