مدينة درنة الليبية
كوارث طبيعية تمثلت في فيضانات وزلازل، كانت كافية لتغيير ملامح عديد من المدن والأحياء حول العالم، لتصبح هذه المدن بين عشية وضحاها بمثابة أرض أشباح، بعدما اختفت ملامحها بالكامل، إذ كانت آخرها مدينة درنة المنكوبة، التي خرجت عن السيطرة، وخلّفت قتلى وجرحى ومفقودين قدّرتهم السُلطات الليبية بآلاف الضحايا، جراء كارثة لم تشهدها البلاد منذ 40 عامًا.
مدينة بومبي الإيطالية
قبل مدينة درنة الليبية، وتحديدًا عام 1709 خلد سكان مدينة بومبي الإيطالية إلى أسرّتهم، لكن لم تشرف عليهم شمس النهار في اليوم التالي، بعد أن رجّت الأرض وغطت السحب الكثيفة سماء المدينة وزلزلت المنازل على حين غفلة من سكانها، بعد أن ارتفع بركان فيزوف في سماء «بومبي» وظلت الحمم البركانية التي كانت خامدة لعشرات السنين تشتعل وتُقذف إلى الخارج، وأودى لهيب الحمم والغاز السام الذي امتد لمسافة 20 ميلًا بحياة ما يقارب 2000 إنسان، لتتحول حضارة المدينة التي امتدت لمئات السنين إلى صخور ورماد في غضون 24 ساعة.
وبحسب موقع «National Geographic»، كانت مدينة بومبي ضائعة ومنسية إلى أن تم اكتشافها من جديد في عام 1748، وبفضل عمليات التنقيب، التي ما تزال مستمرة حتى اليوم، تمكن العلماء من معرفة ما حدث بالضبط في ذلك اليوم الرهيب.
فبعد ثوران البركان لأول مرة بعد فترة وجيزة من الظهر، حوّل الرماد الكثيف كل شيء إلى اللون الأسود، ولم يتمكن الناس حتى من رؤية الشمس، وفرّ بعض السكان من المدينة، بينما لجأ آخرون إلى منازلهم، لكن الرماد استمر في التساقط، ونمت الأكوام بعمق يصل إلى تسعة أقدام في بعض الأماكن، مما أدى إلى سد المداخل وانهيار الأسطح.
وفي حوالي منتصف الليل، اندفعت الحمم الأولية من أربع سحب حارقة من الرماد والصخور والغازات السامة (وتسمى أيضًا العواصف) إلى أسفل البركان، أثناء تحركها نحو بومبي بسرعة 180 ميلاً في الساعة تقريبًا، أحرقت كل شيء في طريقها، وفي حوالي الساعة السابعة صباحًا، أي بعد حوالي 19 ساعة من الثوران الأولي، كانت المدينة مغطاة بالكامل بمزيج قاتل من الرماد والصخور.
مدينة سفيرو كوريلسك
هذه المدينة التي تقع في ساخالين أوبلاست، بأقصى شرقي الاتحاد السوفيتي، استيقظ سكانها المقدر عددهم بنحو 6000 نسمة في الخامس من شهر نوفمبر عام 1952 على وقع زلزال مدمر بلغت شدّته 8.3 درجة على مقياس ريختر،وهي منطقة واقعة على بعد 200 كم من اليابسة بعرض المحيط الهادئ، وبعد نهاية هذه الرجّة الأرضية فوجئ السكان بموجة تسونامي تجاوز ارتفاعها 15 مترًا نحو مدينتهم.
وبحسب قناة «العربية» فقد أسفرت هذه الكارثة عن تدمير المدينة السوفيتية بالكامل، بعد أن تسببت موجات التسونامي بتسوية البنايات والمنازل بالأرض وخرّبت الممتلكات، وقدّرت التقارير الروسية المعاصرة عدد الذين قتلوا حينها، بسبب الكارثة بأكثر من 2300 شخص.
مدينة سانت بيير
في الثامن من مايو 1902، ثار بركان «مونت بيليه» الذي يعتبر أسوأ كارثة بركانية فى القرن الـ20، على بُعد 7 كيلومترات من مدينة سانت بيير، أودى بحياة ما يقرب من 30 ألف شخص خلال 3 دقائق فقط، في واحد من أكثر الانفجارات البركانية تدميرًا في التاريخ المسجل.
ولم يكن هذا البركان وليد اللحظة، بل كانت بداية نشاطه في شهر أبريل من نفس العام، وأطلق حينها كميات من الغاز والدخان بشكل متواصل تسببت في خروج الحشرات والحيوانات السامة إلى شوارع مدينة سانت بيير وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا من السكان.
وفي يوم الكارثة، اهتزت المنطقة بالكامل إثر انفجار رهيب أعلن بداية ثوران بركان مونت بيليه، مُحملًا بالغازات والرماد البركاني والغبار الملتهب المعروف بالتيفرا الذي غطى المدينة بالكامل، وكان هذا الدخان قادرًا على حرق الجهاز التنفسي لكل من حاول استنشاق بعض الهواء، لتتحول المدينة بعد 3 أيام من البركان إلى كومة من الحجارة والرماد، لم ينجُ منها إلا ثلاثة أشخاص فقط.
مدينة رولينج فورك
في عام 2023، تسبب إعصار ميسيسيبي في محو آثار مدينة رولينج فورك الصغيرة، في مقاطعة شاركي، غربي ولاية ميسيسيبي الأمريكية، التي كانت تضم أقل من 2000 نسمة، إذ تسبب الإعصار في تدمير صفوف كاملة من البيوت والمباني، وخلف ورائه حطام متناثر، كما أظهرت الصور التي بثها التليفزيون الأمريكي حينها، سيارات مقلوبة رأسًا على عقب، وأسيجة ممزقة وأشجارًا مقتلعة من جذورها، بحسب موقع «BBC».
كارثة سد فايونت
خلال القرن الماضي، عاشت إيطاليا عام 1963 على وقع واحدة من أسوأ الفيضانات في تاريخها، بعدما قررت السلطات تشييد سد هائل عند وادي فايونت تحت جبل توك قرب قرية إرتو إي كاسو، على بعد 100 كلم شمالي البندقية.
جملة من الأخطاء والتصاميم، تسببت في انهيار هذا السد الذي بلغ ارتفاعه 262 مترا، وبلغ طوله حوالي 160 مترا، وفي قمته بلغ عرض السد حوالي 3.4 أمتار، أما قاعدة السد بلغ عرضها أكثر من 27 مترًا، لتتجاوز طاقة استيعاب السد 168 ألف متر مكعب.
وفي اليوم التاسع من أكتوبر عام 1963، لوحظ انفصال ما يقارب 260 مليون متر مكعب من الصخور عن جبل توك، التي وقعت بدورها في خزان سد فايونت لتتسبب في ظهور موجة هائلة قدر حجمها بنحو 50 مليون متر مكعب من الماء وتجاوز طولها 200 متر، وانطلقت هذه الموجة عبر مضيق الوادي وهجمت على المدينة التي ضمت عديد من القرى خلف السد ودمرتها بالكامل لتقتل أكثر من 2000 شخص في دقائق قليلة، وتدمر كل شيء في طريقها.