| سورة قصيرة إذا قرأتها 3 مرات كأنك ختمت القرآن كاملا.. «احرص عليها»

جاء الشرع الشريف بالأمر بقراءة القرآن الكريم على جهة الإطلاق من غير تقييدٍ بوقتٍ دون وقتٍ أو حالٍ دون حالٍ إلا ما استُثنِي من ذلك؛ كحال الجنابة مثلًا، وقد نبَّه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على عظيم فضل سورة الإخلاص واستحباب قراءتها ليلًا.

يشترط استحضار النية

ويقول الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية في لقاء تلفزيوني على قناة «الناس»، إنّ المسلم إذا قرأ سورة الإخلاص «قل هو الله أحد» ثلاث مرات كأنه ختم القرآن الكريم مرة، بشرط أن يستحضر الإنسان نفسه أثناء القراءة، وأن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعله من أهل سورة الإخلاص.

وكانت دار الإفتاء المصرية تطرقت إلى فضل سورة الإخلاص عبر موقعها الإلكتروني، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» رواه مسلم عن أبي الدرداء، والبخاري بنحوه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، فَقَالَ: «سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ» فسألوه، فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ» متفق عليه.

قراءة سورة الإخلاص سرًا أو جهرًا 

ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، عبر قناة «الناس» عن فضل سورة الإخلاص، واستشهد ما روي الإمام البخاري في (صحيحه) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ».

وأضاف «هاشم» أنّ هذا الحديث صحيح أخرجه البخاري، ولذلك يحرص المسلمون على قراءة سورة الإخلاص 3 مرات سواء سرًا أو جهرًا حتى كأنّهم يرجون من الله ثواب قراءة القرآن كله.

وقد ثَبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الدعاء بها مستجاب، جاء ذلك مصدقا لما رواه بريدة الأسلمي رضي الله عنه: (سَمِعَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- رجلًا يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ. قال: فقال: والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهُ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى).

ومن فضائل سورة الإخلاص أيضًا أنّها تحمي المسلم الذي يُكثر من تلاوتها، من الشرور، فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أوى إلى فراشِه جمَع كفَّيْهِ ثمَّ نفَث فيهما وقرَأ فيهما بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثمَّ يمسَحُ بهما ما استطاع مِن جسدِه يفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ)، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذتينِ حينَ تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكفيكَ من كلِّ شيءٍ).